حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9472

بعد 56 عاما .. جدل حول صاحب أول صورة على سطح القمر

بعد 56 عاما .. جدل حول صاحب أول صورة على سطح القمر

بعد 56 عاما ..  جدل حول صاحب أول صورة على سطح القمر

22-08-2025 11:16 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - اليوم، وبعد مرور السنين، يشار إلى رحلة "أبولو 11" بصورة لرائد فضاء يقال إنها تعود لنيل أرمسترونغ، الذي ارتبط اسمه بهذه المهمة، لكن المفاجأة تكمن فيما قدمته الكاتبة العلمية كيونا إن سميث التي تستكشف الصور المنشورة في مجلة "فوربس"، حين قالت إن هذه المعلومة بعيدة كل البعد من الحقيقة.



على بعد 240 ألف ميل من كوكب الأرض، أي ما يعادل 322 ألف كيلومتر، وصلت إشارات التلفزيون إلى الأرض من مدار القمر، ملايين الناس حول العالم تسمرت لرؤية هذه اللحظة التاريخية.

 



وعلى رغم مشكلات درجات الحرارة والحجم والوزن واستخدام الطاقة وتوافر الضوء التي أدت إلى تعقيد التشغيل الفعلي للبث التلفزيوني من القمر الاصطناعي الطبيعي، فإن هذا البث حقق نجاحاً كبيراً، فشاهده أكثر من 500 مليون متابع حول العالم، وهو ما يمثل في الواقع 14 في المئة فقط من سكان العالم البالغ عددهم 3.5 مليار نسمة في الـ20 من يوليو (تموز) 1969، حين لمست قدما الإنسان أول مرة سطح القمر في رحلة "أبولو 11" التي خلدها التاريخ بكل تفاصيلها، والتي ترافق اسمها مع اسم رائد الفضاء نيل أرمسترونغ صاحب الخطوة الأولى هناك، لكن هل كان هو فعلاً صاحب الصورة الأولى التي وصلت إلينا من هناك؟

 



تطوير أول كاميرا

 


من داخل الولايات المتحدة شارك 125 مليون مشاهد (63 في المئة من السكان) فيما لا يزال أكثر اللحظات التلفزيونية مشاهدة في تاريخ هذا البلد، ولأجل هذه اللحظة اجتهدت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في العمل، فبحثت عن تقنيات تعمل بصورة موثوقة في ظل الظروف الصعبة للسفر إلى الفضاء.

 



وبناءً على نصيحة الجيش الأميركي تعاقدت "ناسا" مع شركة "وستنغهاوس" لتطوير كاميرا صغيرة بالأبيض والأسود مقابل 2.29 مليون دولار، حيث تمكنها من تكثيف قدرات كاميرا استوديو تلفزيوني كبيرة في كاميرا خفيفة الوزن وسهلة التحكم، وطورت الشركة تقنية الكاميرا ذات الإضاءة المنخفضة، وهي خطوة كانت ذا أثر كبير بسبب الإضاءة المعقدة في الفضاء وعلى القمر، كما تضمنت التحديات العثور على عدسات عالية الجودة وتحويل الإشارة إلى تنسيق NTSC القياسي الأميركي.

 



وفيما بعد حفظت كاميرا "وستنغهاوس" استعداداً للطيران ضمن وحدة تخزين المعدات المعيارية (MESA) في الوحدة القمرية، وهي حجرة قريبة من السلم الذي نزل منه أرمسترونغ للوصول إلى سطح القمر.

 



ولتفعيل الكاميرا يتم سحب مقبض يفتح بدوره باب وحدة (MESA)، وقد ثبت المهندسون الكاميرا مقلوبة لتثبيتها على الباب وميلت بزاوية 11 درجة نظراً إلى ثبات الباب في موضعه النهائي، وتم التغلب على هاتين المشكلتين عند إعادة إرسال الإشارة إلى الأرض.

 



المصور أرمسترونغ

 


اختار مسؤولو "ناسا" نيل أرمسترونغ وباز ألدرين ومايكل كولينز كرواد فضاء ليقوموا بالرحلة التاريخية من الأرض على متن مركبة "أبولو 11"، وبعد أربعة أيام فقط من إطلاقها من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، اقتربت المركبة الفضائية من سطح القمر.

 



قبل الهبوط انفصل الرجال الثلاثة صعد كولينز إلى وحدة قيادة "أبولو 11" كولومبيا، حيث سيبقى في مدار حول القمر، وصعد أرمسترونغ وألدرين إلى وحدة "أبولو 11" القمرية في مركبة "إيجل"، وبدأوا الهبوط على سطح القمر.

 



وبعد مرور ست ساعات ونصف من الهبوط استعد رائدا الفضاء داخل مركبة "إيجل" للخروج من الوحدة، وبصفته قائد المهمة خرج أرمسترونغ أولاً وأصبح أول إنسان يهبط على سطح القمر.

 



بعد نزول سلم الوحدة القمرية أزال أرمسترونغ كاميرا "وستنغهاوس" من (MESA)، وثبتها على حامل ثلاثي القوائم، ثم أبعدها عن الوحدة القمرية لالتقاط الأنشطة خارج المركبة، وقد تطلب هذا مهارة كبيرة من أرمسترونغ، وهي مهارة صعبة عند ارتداء بدلة فضاء، وبعد 20 دقيقة، نزل ألدرين من السلم وانضم إلى شريكه.

 



إلا أن "ناسا" لم تعتمد على كاميرا واحدة لالتقاط هذه اللحظة المهمة، فقد كانت معدات التصوير التي حملت على متن رحلة "أبولو 11" شاملة، فإضافة إلى كاميرات التلفزيون والأفلام الصغيرة المعتادة على متن المركبة، كانت هناك كاميرا خاصة لالتقاط صور مجسمة قريبة للقمر.

 



وكانت هناك ثلاث أهم كاميرات من طراز "هاسلبلاد 500 إي أل"، أما الفيلم المستخدم في "أبولو 11" فهو النوع ذاته الذي تم حمله على الرحلات الأخرى، فيلم "كوداك" خاص رقيق القاعدة ومزدوج الثقب مقاس 70 مم، والذي سمح بالتقاط 160 صورة ملونة أو 200 صورة بالأبيض والأسود في كل تحميل.

 



"مارك 5" لا تزال على القمر

 


إلا أن أي شخص شاهد البث الأصلي، سواءً في الـ20 من يوليو 1969 أو يشاهده اليوم، يعلم أنه يبدو ضبابياً للغاية، إذ كانت الظروف تعمل ضد "ناسا" منذ البداية، فالمسافة التي قطعتها الإشارة وعمليات التحويل وإعادة الإرسال اللازمة للوصول إلى أجهزة التلفزيون في المنازل، أدت إلى انخفاض جودة الصورة، مما أدى إلى انخفاض الدقة وعدم تطابق طبقات الإشارة، ولهذا السبب يبدو رواد الفضاء أحياناً أشبه بأشباح شفافة منهم بأشخاص.

 



وعليه فقد التقطت كاميرا تلفزيونية بالأبيض والأسود منخفضة الدقة خطوات الإنسان الأولى على سطح القمر، وبقيت هذه الكاميرا على سطح القمر، حيث تركها أرمسترونغ، لتخفيف الوزن وتمكين رواد الفضاء من جلب صخور إضافية من القمر.

 



تدعى هذه الكاميرا "مارك 5"، وهي من مقتنيات المتحف الوطني الاسكتلندي، فمبتكرها الاسكتلندي جون لوجي بيرد عام 1928، وهي واحدة من كاميرات عدة طورت كجزء من عملية تصغير حجم بعثات أبولو.

 



وتعد كاميرا "مارك 5" أحد النماذج الأولية لكاميرا أبولو، وهي تحوي قرصاً يبلغ قطره أربع بوصات (101.5 ملم) ووزنها 10 أرطال (4.5 كيلوغرام).

 



وقد شكلت هذه النماذج الأولية أساس الكاميرا التي طورت لاحقاً، وكان وزن كاميرا التلفزيون المستخدمة في وحدتي القيادة "أبولو 10" و"أبولو 11" أقل من 2.72 كيلوغرام، وقطر قرصها الملون 3.5 بوصة (89 مم).

 



وتظهر هذه الكاميرا أحد آخر تطبيقات نظام التلفزيون الملون المتسلسل الميداني الذي بُني على مبادئ بيرد للبث الملون قبل 40 عاماً، كما أظهرت أن التقنيات القديمة قد تقدم أحياناً حلولاً لمشكلات متطورة، وقد كان بث "أبولو 11" بالأبيض والأسود، أما أول بث تلفزيوني ملون من القمر فقد أجري في مهمة "أبولو 12" اللاحقة في نوفمبر (تشرين الثاني) 1969.

 



ليس أرمسترونغ!

 


اليوم، وبعد مرور السنين يشار إلى رحلة "أبولو 11" بصورة لرائد فضاء يقال إنها تعود لنيل أرمسترونغ الذي ارتبط اسمه بهذه المهمة، لكن المفاجأة تكمن فيما قدمته الكاتبة العلمية كيونا إن سميث التي تستكشف الصور المنشورة في مجلة "فوربس"، حين قالت إن هذه المعلومة بعيدة كل البعد من الحقيقة.

 



وعند مراجعة الصور في تقرير عام 2019 قالت "خلال معظم وقت قضاه أرمسترونغ على القمر كان في الواقع هو الشخص الذي يحمل الكاميرا، وهذا يعني أن كل صورة تقريباً تم التقاطها في تلك المهمة كانت لألدرين، فعند وصولهما إلى القمر، كان لدى الثنائي قائمة طويلة من المهام التي يتعين عليهما تنفيذها، ولكن لم يكن أمامهما سوى مهلة قصيرة لإكمالها"، ووفقاً للمتحدثة فإن رواد الفضاء علقوا لاحقاً بأن فكرة من كان في الصور لم تخطر على بالهم أبداً.

 



وتتابع الكاتبة "لم يتمكن الثنائي من التقاط صورة معاً، وهو أمر مفهوم نظراً إلى أن رائد الفضاء الثالث مايكل كولينز، كان عليه البقاء على متن السفينة للتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام، إلا أن الصورة الوحيدة التي التقطت للثنائي معاً هي صورة ألدرين، وهو ينظر إلى العدسة خلف قناعه الواسع، مع ظهور أرمسترونغ في انعكاس خوذته في المسافة إلى جانب جزء من مركبتهما في قاعدة ترانكويليتي.

 



وتتابع سميث "الصورة الكاملة الوحيدة لجسم أرمسترونغ على سطح القمر هي عندما كان يدير ظهره للكاميرا، ويعمل على شيء مثبت على الجزء الخارجي من وحدة القمر، أما باقي صوره الأربع الأخرى فكان يظهر جزئياً أو كانعكاس، وبعدما أكملوا مهمتهم التاريخية التقط ألدرين بعض الصور لأرمسترونغ داخل الوحدة القمرية".

 

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 9472
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-08-2025 11:16 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم