بقلم : محمد يونس العبادي

الأردنيون من خلال تاريخهم تجاوزوا الكثير من الانعطافات والمتغيرات واستطاعوا أن يأسسوا دولة يتطلع العالم اليوم إلى اعتبارها نموذج في المنطقة بعد أن طوى الكثير من الأحداث؛ فالتاريخ الأردني قبل تأسيس الدولة (1921م) يورد أن الأردنيين كانوا هم حراب دولتهم وخاضوا الكثير من المعارك لحماية أرضهم وأنهم قادرون على تجاوزها بما يملكون من شجاعة وحكمة ومن قيم.

وإن الوثائق التاريخية أكدت أن الشعب الأردني شعب حي قادر على التصدي لأي مخطط وإذا ما عدنا إلى بدايات القرن الماضي منذ اتفاقية أم قيس 1920م وما قبلها مؤتمر السلط والاجتماع مع المندوب البريطاني هربرت صموئيل مع العشائر الأردنية حيث اعتبرتها بريطانيا على لسان مندوبها بأن العشائر الأردنية أكبر قوة عسكرية في المنطقة كونها تملك حوالي (50) الخمسين ألف قطعة سلاح، وطمأنتهم على سلاحهم خلال هذا اللقاء. وما بعد ذلك من المؤتمرات الوطنية والوثائق الشعبية ومادتها أنها أكدت على أن الشعب الأردني شعب حي قادر على التصدي لأي مخطط وما زال، وأن الأردن ليس ضعيفًا بالقدر الذي يكون بين "براثن التغيير" وكأنه مادة هلامية قابلة للتشكيل.

إن الأحلام المختلفة التي تم تداولها من قِبل البعض وكأنها مسلمة آتية لا مناص منها، وأنها مؤامرة القوي على الضعيف ليست بهذه البساطة كما يحسبونها فالأردن دولة عميقة وشعبها يؤمن بأن الفرج آتٍ عند كل منعطف تاريخي.

والإتيان على ضعفه الاقتصادي في كل مرة يطرح فيها الأردن، فيه ظلم كبير وعدم دراية بالتاريخ، فالأردن بقيادته الهاشمية ومنذ التأسيس ناور كثيرًا لينعتق من أية حالة تربط قراره الوطني بالمال، صحيح أنها تعاني لأسباب من شح المال، ولكننا لا نعاني من شح المواقف ولا شح التاريخ؛ فالذخيرة التاريخية بالمواقف لا تزال ناصعة البياض.

فالأردن يؤمن بتحالف العقول لا تحالف الجيوب وما يدعو للاستغراب هو حجم الحقد حيال هذا البلد العربي الأصيل فالأردن وليد شرعية ومشروعية عربية ونتاج النهضة العربية الكبرى ووليدها الذي ما زال يحمل مبادئها في الوحدة والحرية والحياة الفضلى قادها ملوك بني هاشم مع نخبة من العرب.

لكن هذا الحمى يتسامى عن صغائر البعض فهو يتعالى عن الأحلام المريضة ويدعو إلى التسامي بحكمته التي باتت تستعصي على كل من يريد أن ينال من قيادته وجيشه وشعبه ونبقى نردد ... يا أردن حنا عزوتك... جلايبك يوم المبيع.