بقلم : سلامة فريحات
تُعد خدمة العلم في الأردن من أبرز المبادرات الوطنية التي تهدف إلى صقل شخصية الشباب وتعزيز انتمائهم للوطن. فهي ليست مجرد التزام عسكري قصير الأمد، بل مدرسة متكاملة تُكسب الشباب خبرات معرفية ومهارات حياتية وأبعاداً أخلاقية وإنسانية.

على الصعيد المعرفي، تتيح خدمة العلم للشباب فرصة الاطلاع على قضايا الوطن، وتغرس فيهم ثقافة الانضباط والالتزام، إضافة إلى تزويدهم ببرامج تدريبية وتثقيفية تساعدهم على تطوير مهاراتهم العملية وتوسيع آفاقهم الفكرية.

أما الجانب العسكري، فيمثل ركيزة أساسية لإعداد جيل قادر على الدفاع عن الوطن وصون أمنه. يتعلم الشباب خلال فترة الخدمة مبادئ الانضباط، اللياقة البدنية، القيادة، والعمل بروح الفريق، وهي قيم تعزز ثقتهم بأنفسهم وتمنحهم القدرة على مواجهة التحديات.

وفي الجانب الأخلاقي، فإن خدمة العلم تسهم في غرس قيم التعاون، الصبر، التضحية، وتحمل المسؤولية. كما تعزز روح المواطنة الصالحة والانتماء الحقيقي، مما ينعكس إيجاباً على سلوك الشباب في حياتهم اليومية وعلاقاتهم داخل المجتمع.

إن خدمة العلم في الأردن ليست مجرد تجربة عابرة، بل هي خطوة استراتيجية تسعى إلى إعداد جيل متوازن، يجمع بين المعرفة والعسكرية والأخلاق، ليكون سنداً للوطن وركيزة لمستقبله المشرق.