حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,20 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4817

د. منال عكاشة تكتب: لا بارك الله فيهم

د. منال عكاشة تكتب: لا بارك الله فيهم

د. منال عكاشة تكتب: لا بارك الله فيهم

19-08-2025 07:14 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. منال احمد عكاشه
لا بارك الله فيهم
العمر يضيع أمام سطوة الواسطة.. لا بارك الله فيهم
أفنيت العمرَ في طلب العلمِ جاهدًا وغاب العدلُ، وفاز من لم يعرف سعيًا
رُفعت الكفاءةُ على مذبحِ النفوذِ والمستحقّ يقفُ مقهورًا بلا نصيبٍ
هل هذه عدلٌ؟ أم صار القرارُ لمن يحمل واسطةً ويغيب الحقُّ عن السبيلِ
يا زمنَ الخيبات، ما أقسى أن ترى الجدَّ يُقصى والباطلُ يُكرّمُ في العلياء
مضى العمر في خدمة جامعةٍ حسبتُها وطنًا ثانيًا، ربع قرنٍ من الجدِّ والعطاء، تتوّجه دكتوراه أفنيت لأجلها الليالي والأيام. فما أثمرت الخدمة، ولا أنصفت الكفاءة، إذ ارتفعت الواسطةُ فوق كل حق، وغلب النفوذُ على كل استحقاق.
أيُّ ذنبٍ جنيتُ حتى يُقصى علمي، ويُهمَّش جهدي، وتُجهض أحلامي أمام من صعدوا بلا تعبٍ، ولا خدمة، ولا أهلية؟ أيُّ ميزانٍ ذاك الذي يزن الناس بقراباتهم لا بعقولهم، وبجاههم لا بجهدهم؟
بينما يُعيّن آخرون عضو هيئة تدريس بدعوة خاصة وواسطة، بلا حق ولا استحقاق. فهل هذا عدل؟ وهل يعقل أن يُقصى صاحب الكفاءة أمام من يحمل نفوذًا بلا جدارة؟
إنها مأساة وطنٍ يقتل كفاءاته بيديه، ويُكرم أصحاب الوجاهة على حساب المخلصين. مأساة تُسائل الضمير قبل أن تُسائل المؤسسات: ما قيمة العمر إذا كان يُمحى تحت سطوة الواسطة؟ وما قيمة الشهادات إذا كان القرار يُكتب بالحظوة لا بالعدل؟
أقولها كلمة حقّ: لن يضيع حقٌّ وراءه مطالب، ولن تمحو الواسطةُ أثر الكفاءة مهما تجبّرت. ويبقى عارها وصمةً في جبين من استباح تعب الناس، وباع العدالة في سوق المصالح.
"آن الأوان أن ننهض ونستنفِر كل جوارحنا، فقد تحوَّلت الكراسي التي هي مكافأة للجد والاجتهاد إلى ميراث يُورَّث كما تُورَّث الملكيات والثروات، بلا حساب للكفاءة أو اجتهاد العقول. صار الانتماء للعلاقات والوراثة هو الميزان، فالكفاءة تغدو في الظل والطموح يُقيد بالسلاسل، وحينئذٍ يظل علمُنا وقُدراتنا حبيسة الغياب. فلنحذر، فإن غفلتنا اليوم، سيصير غدُنا أسير محسوبيات لا رحمة فيها للجد ولا عدل فيها للكفاح."








طباعة
  • المشاهدات: 4817
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
19-08-2025 07:14 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم