بقلم : د. زيد ابو جسار
كانت المغفرة مع بداية خلق ادم وحواء عليهما السلام , و بداية ما علمه الله تعالى من كلمات ليتوب عليه ,من معصيته الاولى لله تعالى ,وذلك من اغواء وسوسة الشيطان له ,مغفرة اقسم بها الله تعالى بعزته وجلاله ,ما دام ابن ادم يطلب مغفرة الله تعالى ,قسم ردا على قسم ابليس عليه لعنة الله تعالى بعزة الله وجلاله ليغوين ابن ادم الا عباد الله المخلصين ,الذين تحصنوا بالاخلاص لله تعالى ,فهبط ادم وزجه وعدوهم المبين الى الارض ,متسلحا بغفرة الله تعالى ,مغفرة من وسع عزته وجلاله ,وهي من بداية رحمته الخاصه من اسمه تعالى الرحيم ,كون الاستغفار وتوبة القلوب ,لا تكون الى من صدق يقين الايمان بالله وباليوم الاخر ,ومن خشيت الله تعالى فكان لهم المغفرة والاجر الكبير,في الدنيا والاخرة ...................
كل العبادات والاعمال المخلصة لله تعالى ومن خشيته تعالى ,ربط اجرها بالمغفرة والتوبة والاجرالكبير ,فيوم عرفة هو يوم المغفرة ,والزكاة لغسل الذنوب ,والصيام للمغفرة ,والمشي للصلاة مغفرة ورفع درجات ,ومن قسم عزته وجلاله تعالى ,ان باب الاستغفار مفتوح بين العبد وربه لغاية ما قبل خروج النفس ووصولها الحلقوم ,وللاحياء قبل شروق الشمس من مغربها ,فاخلاص القول والعمل والخشية هي من صدق الايمان واجره المغفرة .......
تعظيم الاستغفار هو تعظيم لاسمه تعالى الغفور الذي يغفر الذنوب جميعا ,والشك في مغفرته هوشك في واسع رحمته ولا تكون من مؤمن ,قرء اياته في كتابه العزيز الكريم , فذنوب المؤمن لها سر في تحريك مشاعر الندم ,ومن صدق العبادات احياء كل مشاعرالنفس التي يسعد بها الانسان ,مشاعر من خارج ارادة الانسان ,وهي من دلالات الايمان بالله تعالى,وانعكاس حب الله للاعمال الصالحة ,يجدها الانسان عند المساكين واليتيم ,وعند الصدقة ونصرة المظلوم ,مشاعر من تحكم الله تعالى بها مشاعر الحب واللذة ....... ...........
تصالح العبد مع ربه بطلب المغفرة بمشاعر الندم والتوبة ,ومن سعت مغفرته لوعاد العبد بذنوبه وطلب المغفره الصادقه من مشاعر الندم والخوف ,لغفر له ,باستثناء حقوق العباد , مشروطة باعادة الحقوق وهذه لها فقه خاص بها ,سهل التعرف من خلال علم الافتاء لكل حالة ,فمغفرة الله من قسمه تعالى بعزته وجلاله ,حماية لايمان المؤمن الصادق باستغفاره لله تعالى ,من عدوه وعدو الانسان بالاغواء ,وحارب الله تعالى كيد الشيطان عليه لعنة الله ,بتبديل السيأت بالحسنات ,والسيئة لاتكتب بالاستغفار.........
قال تعالى(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا(11)
وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا(12).الذنوب هي الحاجز بين العبد وربه ,حاجز الرزق بمختلفه والتوفيق حاجز الاجابة ,فالله سبحانه وتعالى جعل من ابواب الصلة بينه وبين العباد باب الاستغفار الذي لا يكون الا من مؤمن مخلص يخشى الله تعالى ,وجعل من الاعمال الصالحة ثواب المغفرة ,فالله سبحانه وتعالى لا يغلق بابه ,انما العبد بذنوبه ,قول الله حق والاستجابة لا تكون الا بحق,تحققه القلوب الطاهرة من شر الحسد والنميمة والغل والتكبر وفساد الخلق والظن بالحق والكذب واكل الربا,طاهرة تجد حقيقة وحق الاستغفار الذي جاء في كتابه العزيز ...........
بذكر الله تعالى تطمئن القلوب بإيمانها ,بالاستعاذة بالله من الوقوع في الذنوب حتى تحكم النفس ,كما فال نبي الله ورسوله يوسف عليه السلام واستعاذته بالله , فالاستعاذة من قول وعمل الشر ,والوقوع به يلزمه التوبة والندم حقيقة الاستغفار,والنجاة من فتن وبلاء الله , لامتحان الايمان به تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" (,والثبات على الايمان ,بالرجوع الا الله ,بقوله تعالى(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ),ومن رحمته للمؤمنين خاصة ,انه يعوضهم باحسن ما ابتلاهم به ,
د. زيد ابو جسار