19-08-2025 08:47 AM
بقلم : روشان الكايد
في ظل ما يواجهه الأردن من تحولات وتحديات داخلية وخارجية، تعود إلى الواجهة فكرة إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم برؤية جديدة يتبناها سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، لتكون أكثر من مجرد خدمة إلزامية، بل مشروعاً وطنياً يعكس حاجة الدولة والمجتمع إلى مراجعة شاملة في بناء شخصية الشباب وإعدادهم لمستقبل أكثر صعوبة وتعقيداً .
فالمرحلة الحالية تتطلب شباباً مؤهلاً، لا من حيث القوة البدنية والانضباط فحسب، بل من حيث الفكر، والمهارة، والقدرة على التكيف مع متغيرات سوق العمل، ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية .
وهنا تكمن قيمة برنامج خدمة العلم كمساحة جامعة بين الانتماء والهوية من جهة، والتأهيل العملي والمهني من جهة أخرى، بحيث يتحول إلى محطة تأسيسية في حياة الشاب الأردني .
الرؤية التي يقودها ولي العهد تنطلق من إدراك عميق بأن تعزيز الهوية الوطنية لم يعد ترفاً فكرياً أو خطاباً عاطفياً، بل ضرورة استراتيجية في زمن الانفتاح والاضطرابات .
فخدمة العلم بنسختها الجديدة يمكن أن تكون وسيلة لترسيخ الانتماء الحقيقي للأرض والراية، وتعليم الشباب أن الوطن ليس مجرد جغرافيا يسكنونها، بل مسؤولية يحمونها ويمثلونها .
ولعل الأهم أن هذه المبادرة تأتي في وقت يشهد فيه الأردن – مثل غيره من دول المنطقة – ضغوطاً اقتصادية، وتحديات في سوق العمل، واحتياجات متزايدة لإعادة صياغة العقد الاجتماعي مع الشباب .
من هنا، تصبح خدمة العلم فرصة عملية لإشراكهم في مشروع وطني جامع، يعيد بناء جسور الثقة بينهم وبين الدولة، ويمنحهم الإحساس بأنهم جزء أساسي من المعادلة الوطنية لا يمكن الاستغناء عنه .
إنّ المراجعة الشاملة المطلوبة اليوم لا تقف عند حدود إعادة صياغة المناهج أو البرامج التدريبية داخل خدمة العلم، بل تتجاوزها إلى إعادة النظر في منظومة القيم التي يتم نقلها للأجيال الجديدة: قيم الالتزام، المسؤولية، التضحية، العمل الجماعي، والقدرة على مواجهة الصعاب هو ما يحتاجه الأردن في مواجهة تحديات الإقليم وتحولات الداخل .
وبذلك، فإن إعادة تفعيل خدمة العلم برعاية ولي العهد ليست خطوة شكلية، بل هي استثمار استراتيجي في الإنسان الأردني، وإعادة صياغة لعلاقة الجيل الجديد بوطنه، ورسالة واضحة أن المستقبل يحتاج إلى شباب مؤهل فكرياً ومهنياً ووجدانياً، يحمل هوية راسخة، وانتماءً صادقاً، وانضباطاً يليق بتحديات المرحلة .
#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-08-2025 08:47 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |