بقلم : العقيد المتقاعد محمد الخطيب
إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم كما طرحه سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ليست مجرد خطوة تنظيمية، بل هي رؤية وطنية مدروسة تهدف إلى تعزيز الهوية الأردنية، والانتماء، والانضباط لدى الشباب، وبناء جيل يتحلى بالمسؤولية والالتزام ويفتخر بخدمة وطنه. الخدمة برفقة نشامى القوات المسلحة ليست عقوبة ولا واجباً مفروضاً، بل تجربة وطنية وإنسانية تسهم في صقل الشخصية، وتعميق العلاقة بين الشباب وأرضهم ومجتمعهم.

ومن أجل أن تحقق هذه المبادرة الوطنية أهدافها النبيلة، فإن القانون الذي ستقدمه الحكومة إلى البرلمان يجب أن يكون منسجماً مع رؤية سمو ولي العهد، قانوناً عادلاً وشفافاً في معاييره وتطبيقه، يضمن كرامة الشباب ويحترم إنسانيتهم، ويبتعد عن أي ممارسات قد تضعف ثقتهم أو تشعرهم بالتهميش أو التمييز. فكرامة الشباب ليست تفصيلاً يمكن تجاوزه، بل هي الأساس الحقيقي الذي يُبنى عليه الولاء والانتماء، لأن الانتماء لا يُفرض بالقوة أو بالقوانين فقط، بل يُزرع بالاحترام، ويُغذّى بالعدالة، ويترسخ حين يشعر الشاب بأن مستقبله جزء من مستقبل وطنه، وأن خدمته للوطن محل تقدير لا عبء.

ولذلك، نأمل أن يكون البرنامج محفزاً على المشاركة الطوعية والفخر بخدمة الوطن، وأن يرتبط بشكل عملي بالتأهيل المهني والتقني، ليعود بالفائدة المباشرة على حاضر الشباب ومستقبلهم، ويجعل من هذه المرحلة تجربة مفصلية في حياتهم. إن إنجاح هذا المشروع الوطني يتطلب أن تكون كرامة الشباب وتمكينهم في صلب أي تشريع يصدر، حتى نصل إلى انتماء راسخ وولاء صادق، يعزز تماسك المجتمع ويقوّي ثقة الشباب بوطنهم ودولتهم.