17-08-2025 12:17 PM
بقلم : د. دانييلا القرعان
تعلمت من هذه الحياة أنه لا يهم من يتقدم بها ومن يتأخر، طالما أنت تُحاول ولا تتوقف عن المحاولة، أنت قادر على تحويل تأخرك إلى تقدم لم يحظى به الكثيرون، وأن تحظى بقصة لا يكتبها الآخرين، ولم يسطرها أحد في كتب الاحلام، والسعي والمغامرات، سيصبح عدم مرورك قصة تُروى من باب التجربة، في حال أنت اهتممت بنفسك، وثابرت، واجتهدت، واستطعت تحويل تأخرك لمعانقة خطوط الإنجاز، وتصبح رباناً للوصول، وسيُنظر لك لاحقًا من عدسة الذي استطاع تحويل ظلامه إلى أقمار تضيء بوهج شديد. ارفع رأسك، فالمعركة في بدايتها، ولم تبدأ بعد، وخسارة جولة لا يعني التنحي جانبًا، ورفع الراية البيضاء، لا يعني أنك لست أهلاً لخوض غِمار مقتضيات هذه المَرحلة الانسانية الطبيعية، التي يمر بها الجميع. وتذكر لكل مُجتهد حَتمًا نصيب ولو بعد حين، ولو بعد حين. إياك والاستسلام لمعتركات الحياة، فهذه الحياة صعود ونزول، نزول وصعود، الصبر ثم الصبر ثم الصبر، هل تذوقت طعم النجاح بعد التعب؟ من المؤكد أنه لذيذ، بل وتستلذ به مع لعاب الفخر والنصر، اما زلتَ تتذكر معاناتك مع النوم، وأنت تحاول جاهدًا التخلص منه حتى تلحق حلمك؟ ألم يغلبك النعاس وأنت في المنتصف؟ لكنك تغلبت على نعاسك، وتعبك، وسهرك، وأنت الآن في المكان الذي كنت تحلم به، ولكن لا تيأس إذا لم تصل بعد إلى هذا المكان، فهذا المكان يحتاج للحظات من التشويق والمتعة، نعم متعة، متعة الانتظار لذلك المكان، لم تخسر شيء بعد، انهض عنك غبار اليأس، وابدأ لحظة الانطلاق من الآن، فرحلتك لم تبدأ بعد، أبدأها بشهيق وزفير، وانظر إلى السماء السابعة، وقل في نفسك أنا قادم فأنا قائد المعركة، والقائد لا يخسر ابدًا.. من المؤكد أنك مررت بلحظات من اليأس والتوقف، لكنك ارتعبت واستيقظت وتابعت، هذا التوقف يسمى استراحة محارب، فالمحارب في ساحة الوغى يحتاج للتوقف قليلا، ومن ثم متابعة القتال، نعم القتال، فأنت أيضًا مقاتل في ساحة الوغى، لكنها ساحة ومعركة أشد بطشًا، فأما الحياة أو الحياة، لكن الحياة الثانية تنبض بالفخر الذي سيرافق سلالتك مدى العمر،ةسيرافق أبناءك واحفادك ومن هم بعدهم، وسيتذكرك الزمان القديم والزمان الحديث والزمان الذي لم يأتي بعد، سيتذكرك الزيتون والتين وكروم العنب والرمان، سيتذكرك الشتاء بصيفه، والصيف بشتائه، والخريف بربيع أوراقه الصفراء، ستصبح ذكرى تكتب هنالك في تلك الزاوية المخصصة للعظماء. العمر آه أيها العمر أصبحت تمضي سريعًا، ولا يكفي الركض نحوك، بل القفز للحاق بك، ولكن سيغدو هذا العمر جميلا لو كنت محاربًا بارعًا مقدامًا، لا يخشى الهزيمة ولا يخشى التوقف.. اخسر وانهزم وأبكي وعش حزنًا عميقًا كيفما شئت، لكن النصر يكمن بالنهوض حتى لو كان متأخرًا، أن تصل متأخرًا خيرًا من أن لا تصل أبدًا أليس كذلك؟ إذا ما زلت نائم إلى الآن هيّا استيقظ، ما زال هنالك متسعًا من الوقت للحاق بحلمك، هل تخشى من العمر؟ العمر مجرد رقم يدوّن في الوثائق الرسمية، لكن العمر الحقيقي هنا بداخلك، بداخل قلبك وطموحاتك. للذين تأخروا بالانجاز أقول لكم أن لذة النجاح تكمن في هذا التأخير لا تقلقوا ولا تتوقفوا ...
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-08-2025 12:17 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |