14-08-2025 12:10 PM
سرايا - كشفت دراسة علمية حديثة عن السبب الكامن وراء عدم حب بعض الأشخاص للاستماع للموسيقى.
وأوضح الباحثون أن الأمر لا يتعلق بمشكلات في السمع أو نقص في الإحساس بالإيقاع، بل بظاهرة أطلقوا عليها اسم "فقدان التلذذ الموسيقي المحدد" (Specific Musical Anhedonia)، وهي حالة لا تثير فيها الموسيقى أي مشاعر إيجابية لدى المصابين بها، رغم استجابتهم الطبيعية تمامًا للمحفزات المجزية الأخرى، مثل الفوز بالمال.
وقال البروفيسور جوزيب ماركو-باليريس من جامعة برشلونة، أحد مؤلفي الدراسة، إن المشكلة لا تكمن في وجود خلل وظيفي في الدماغ، بل في عجز الموسيقى عن "الوصول" إلى مراكز المتعة، حيث لا تنتقل الإشارات من القشرة السمعية إلى المناطق المسؤولة عن المكافأة بفعالية كافية.
ولتحديد الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة، طوّر الفريق استبيانا يقيس خمس طرق للتفاعل مع الموسيقى: الاستجابة العاطفية، التأثير على المزاج، الروابط الاجتماعية، الرغبة في الحركة، والاهتمام بالأشياء الجديدة. وغالبا ما يقيّم المصابون بفقدان التلذذ الموسيقي جميع هذه الجوانب بمستويات منخفضة، ونادرا ما يشعرون بـ"القشعريرة" عند الاستماع إلى الألحان، ولا يفضلون نوعا موسيقيا محددا. ومع ذلك، تظل استجابتهم لمصادر متعة أخرى، مثل كسب المال، طبيعية تماما.
وأكدت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي هذه النتائج؛ فعند الاستماع إلى مقطوعات موسيقية ممتعة، أظهر عشاق الموسيقى نشاطا متزايدا في مناطق محددة من الدماغ، بما في ذلك النواة المتكئة (nucleus accumbens)، وهي عنصر محوري في نظام المكافأة. في المقابل، كان هذا النشاط أضعف بكثير لدى المصابين بفقدان التلذذ الموسيقي، رغم أن أدمغتهم استجابت بنفس القوة للمحفزات الأخرى المسببة للمتعة كما هو الحال عند الآخرين.
ويشير العلماء إلى أن آلية مشابهة قد تكون وراء أشكال أخرى انتقائية من فقدان التلذذ، مثل عدم الاكتراث للطعام، حيث يُرجح وجود خلل في التواصل بين المناطق المسؤولة عن معالجة التذوق ومراكز المكافأة في الدماغ. ولا يزال السبب الدقيق لهذه الظاهرة غير معروف، لكن يُعتقد أن العوامل الوراثية والبيئية قد تلعب دورا مهما، كما لوحظت حالات مشابهة أحيانا بعد إصابات الدماغ.
المصدر: mail.ru
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-08-2025 12:10 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |