حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,3 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7192

محمد علي الزعبي يكتب: "الاعتداء على السفارات الأردنية: طعنٌ للسيادة ومقامرةٌ بهيبة الدولة"

محمد علي الزعبي يكتب: "الاعتداء على السفارات الأردنية: طعنٌ للسيادة ومقامرةٌ بهيبة الدولة"

 محمد علي الزعبي يكتب: "الاعتداء على السفارات الأردنية: طعنٌ للسيادة ومقامرةٌ بهيبة الدولة"

03-08-2025 11:28 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد علي الزعبي
حين تُستهدف السفارات الأردنية في الخارج، فإن الأمر لا يقتصر على زجاج مكسور أو جدار مخدوش، بل هو طعنة نجلاء في خاصرة السيادة، واعتداء فجّ على رمز الدولة وامتدادها الخارجي. السفارة ليست مبنى ولا يافطة ولا موظفاً، بل هي كيان سيادي يعلو فيه العلم الأردني فوق أرضٍ أجنبية، محمولاً على تضحيات وتاريخ وأعمدة من هيبة الدولة.

إن من يحرض أو يشارك أو يصمت على فعلٍ كهذا، لا يُصنَّف إلا عابثاً، جاهلاً، أو مأجوراً. فليعلم هؤلاء أن استهداف سفاراتنا هو مقامرة خاسرة بكل المعاني، لأن الكيان الذي يُهان حينها ليس الحكومة، بل الوطن كله. والمؤسف أن بعض الأصوات المتهورة تحاول تسويق هذا الاعتداء على أنه "غضب شعبي" أو "ردة فعل"، بينما هو في الحقيقة انفلات مشين يفتقر إلى كل معاني الشرف والانتماء.

السفارات الأردنية تمثل هيبة الدولة في الخارج، وخط الدفاع الأول عن الأردنيين في المنافي، والدرع السياسي الذي يحمي مصالح الوطن في دهاليز العالم المزدحم بالتناقضات. فمن يعتدي على هذا الدرع، فكأنما هدم ركناً من أركان السيادة، وسوّى بهيبة الدولة الأرض.

العبث بمقارّنا الدبلوماسية هو انزلاق خطير، لا يبرره خلاف سياسي، ولا تشرّعه عاطفة شعبوية. فالوطن لا يُنتصر له عبر فوضى، والسيادة لا تُسترد بالاعتداء، والهيبة لا تُرمّم بالصراخ. إن السفارة الأردنية في أي دولة، هي الأردن ذاته، تُجسّد القانون والشرعية والهوية، ومن يهاجمها فهو يضع نفسه في مواجهة صريحة مع الدولة والشعب والتاريخ.

من هنا، لا بد أن نقولها بصوت عالٍ لا يخاف اللوم ولا المداراة: الاعتداء على السفارات الأردنية هو فعلٌ جبان، وخيانة لهيبة الأردن، ومحاولة بائسة لتقزيم وطن لا يُقزَّم. وهو جريمة لا يجب أن تمر، ولا أن تُغتفر، ولا أن تُقابل بالصمت أو التهاون.

نطالب الدولة الأردنية، ممثلةً بوزارة الخارجية والأجهزة المعنية، باتخاذ إجراءات صارمة ورادعة بحق كل من تجرّأ على مقام السيادة، سواء بتحريضٍ إعلامي أو تمويلٍ مشبوه أو فعلٍ مباشر. هيبة الدولة ليست وجهة نظر، بل خط أحمر لا يُداس، ومن يعبث بها، فليس له عندنا سوى المحاسبة.

لقد صبر الأردن كثيراً، وتحمل ما لا يُحتمل من تطاولات الخارج وضغوط الداخل. لكن آن الأوان أن يعرف الجميع أن كرامة الدولة الأردنية ليست مباحة، وأن من يمدّ يده على سفاراتنا، فلن يجد إلا الصدّ والردّ والحساب العادل.











طباعة
  • المشاهدات: 7192
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-08-2025 11:28 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم