03-08-2025 08:29 AM
بقلم : رولا المغربي
أصبَحْتُ اتمنى ان تنتهي الحرب اليوم قبل الغد، الناس خارت قواها ،استُنزِفَت ، أعياها الجوع والعطش والقهر والنسيان والمرض أعياها الذهول ، حتى المقاومه استُنزِفت لكنها لم ترفع الرايه البيضاء ، فلا زال في جعبتها ما يُفاجئ العدوّ برغم من بساطة الإمكانيات ..
لكن الحياة بالوقائع لا بالأمنيات،،، خَرَجَت هذه الحرب من أيدي الجميع وهي الآن بيدِ الله هو من يُسَيّرها فالحمدلله انها بيد الله لا بايدينا.
حدَث طوفان الاقصى خرجتِ الفئه القليله بالإمكانيات القليله والآمال الكثيره ، دخلوا المستوطنات فوجدوها أمامهم مشرعه ، لم يتوقّعوا ان الأمر بهذه السهوله.وأمام إغراءات الأمن المكشوف أسَروا الرهائن واستولوا على وثائق !!!في يومٍ دقّت فيه نبضات القلوب المتلهّفه لكرامةِ المفقود.
ثم جاء (مغول العَصر) بطائراتهم ودبابتهم وقنابلهم ومركافاتهم وأحدث آله عسكريه فتّاكه على مر التاريخ ، ألقِيَ عليهم اضعاف ما ألقِيَ على هيروشيما الفرق ان ما ألقِيَ على هيروشيما كان ضربةً واحده لكن ما أُلقيى على غزه كان بِعِدّة ضَرَبات متواصله يومياً تسببت بدمار اوسع وقتل جماعي متكرر يومياً. فأحدَثوا من المجازر ما لم يشهده التاريخ منذ خَلق آدم الى يومنا هذا .
نعلم أن بين يدي الجميع مسوّدة اتفاق لنهاية الحرب وفق مصالح الدول الامبرياليه المستعمِره .لضمان أمن اس رائيل واستمرار بسط نفوذها وتوسعها .
لكن لن يكون في مُلكِ الله إلا ما أراد مهما سعى النَّاسُ بخلافه!
على أهل غزَّة ان لا يأملوا باقتراب نهاية الحرب،فحتى لو تم الإعلان عن هدنه او وقف الحرب ستبدأ حرب من نوع آخر حرب المصالح والسيطره حرب النفوذ والانتقامات حرب التهجير وآلامه وبؤس مآلاتِه حرب البقاء وحرب التّنحِيه .فخيبة الأمل تفتكُ بالصبر!والمعطيات تشير أنّ دماء العروبه التي راهنت عليها الشعوب أصبَحت مصلاً للتخدير.
لا تُلقوا باللوم على المقاومة إذا انهار اي مشروع لانهاء الحرب لتَبدو كأنها هي التي لا تريد وقف الحرب! لتبدو انها تريد قتل وتجويع الشعب(على حدّ قول البعض). المقاومه تريد فعلاً انهاء الحرب فهي اكثر المتضررين وأعظمهم إصابه فقد فَقَدَت القادات والرجالات والعائلات واستُشهِدَ الكثير منهم .هي تريدُ وقف الحرب فعلاً ولكنها لن تخون دماء النّاس وتضحياتهم. إنّ تسليمً السلاح يعني الانتحار ويعني استمرار ارتكاب ابشع المجازر من قِبَل عدوّ تجرّدَ من انسانيته ، وعدم تسليمه سيجعل الحجه باستمرار الحرب ذريعه لارتكاب ابشع المجازر . ما أعقد الواقع وما اصعب المعطيات ،كان الله في عون المقاومه فهيَ كبالِع الموس إن أخرَجَهُ أذاه وإن بلَعَهُ بالَغَ في أذاه .لن تسْلَمَ المقاومه من رمي السهام بالتخوين تاره وبالمغامره تارةً وبالإستهتار تاره وباللصوصيه تاره وبتنفيذ اجندات ايرانيه تارةً أخرى . لم يعد هناك جدوى لإس رائيل في استمرار القصف والوحشيه سوى المزيد من حصد الأرواح ،فغزّه لم يعد فيها ما يستحق القصف.
المطروح ليس خفياً على أحد، القضاء على المقاومه. الجميع يتمنى الخلاص منها فالأنظمه العربيه باتت اكثرُ حَرجاً فقد أربَكَت المقاومه الحسابات وخَلَطَت الأوراق وكشَفَت العورات وعَرّت الإدّعاءات. غزّه كشفت المستور.
الكرة الآن ليست في ملعب المقاومة، ولا في ملعب الكيان ، إنها بيد الله ثم بيد نتنياهو الذي يتحسس رقبته، ويتفقد رأسه خشية محاكمته .هو يعلم تماماً أنه انتهى سياسياً، وأن نهايته المحاكم ، برغم من انّ نجمه لمَع عندما ضرب طهران لكن سرعان ما خبا بريقه بعدما تكشّفَ لهم ان اسرائيل على مرمى الهدف الايراني وانها ليست بمأمن وأنّ اسرائيل قابِله للكسر . ، على نتنياهو أن يرضخ لليمين المتطرف وكلُهم متطرفون للحفاظ على حكومته المتطرفه وكلهم متطرفون ، وتحديداً سيموتريتش وبن غفير!
إنّ الحراك الدبلوماسي المتسارع في الساعات الماضية والجوله التي ستتم للشرق الاوسط سببها أن أمريكا مرعوبة من ادراك شعبها لحقيقة الصراع بيننا وبين دولة الاحتلال ،قلقه من تلك الاصوات التي اصبحت تعلو وتصرخ ضد الإباده التي تحدث بدعم من امريكا.
ما يحدث في أمريكا ماهو إلا بديهة سياسية!
النظام العالمي بكامله مهدد بالانهيار وما توتُر العلاقات الأمريكيه الروسيه اليوم سوى البدايه ، وما اخبار الغوّاصَتين الامريكيتين سوى إشاره .
أثبتتْ هذه الحرب أن غزَّة أكبر مما كنا نظنها، ومما كانت هي تظنُّ نفسها!!!غزه أكبر من هيروشيما،غزه أعظم من ناغازاكي ، غزّه اكثر صلابه من الإيغور ومن البوسنه .
أمريكا لها حساباتها وتضع ذلك اولويه سياسيه ،لها حسابات أكثر رُعباً من هذا
وهو أن النظام الفدرالي الأمريكي ليس بهذه الصلابة التي تبدو عليها أمريكا بالنظر إليها من الخارج، أمريكا عاجلاً أم آجلا ستتفكك كما تفكك الاتحاد السوفييتي من قبل وستُصبح الولايات دُويلات ويذيقهم الله بأس ما أذاقونا !!!!
يعترينا اليأس أحياناً حين نشاهد الأشلاء وحرب الجثث ثم نسترجع صاغرين بانه ثمّة رب يصيّر الأمور لحكمة.
وشخصياً أتوقع أن يحدث شيء ليس في حسبان أحد، ولا على بال أحد، لا بالنا ولا بال الاحتلال ولا بال أمريكا ولا بال اهل غزه ولا بال العالم بأسره . فجماجم الأطفال الجائعه وأبدان الرجال الخاويه وصَرَخات النساء العاثره قد تجاوزت قلوبهم فيها الحناجر.
اتوقّع شيءٌ يُشبه ريح الأحزاب يوم غزوة الخندق، شئٌ يشبه الطير الأبابيل ،يشبه الطوفان يُشبه الجرادَ والقُمّل ، يُشبِهُ الصيحه ، يُشبه تسونامي يُشبه الخَسف ، يشبه كل شئ يُعين المستضعفين على الخلاص لكنه لن يُشبِهَ أي شئٍ عربيّ.
لعَلّها سبع ليالٍ وثمانية أيامٍ حسوما ،
#ليتَ_العرب_لم_تكن_يوماً
فضفضات الصباح
رولاالمغربي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-08-2025 08:29 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |