سرايا - تقول كانت رايحه تعزيه.. سهير ترك تكشف كواليس زواجها من فريد شوقي وشرطه الوحيد لإتمام الزواج

حدث أول لقاء حين ذهبت لمشاهدة مسرحية الدلوعة التي كان يقوم ببطولتها.. وكنت معجبة به إلى حد كبير.. وبين الفصول دخلت وصافحته وهنأته..

وأذكر أن ذلك كان في فصل الصيف .. وحين أتى شتاء ذلك العام عرض لفريد فيلم اسمه “ابن الحتة” وكان سيئاً.. ودور فريد فيه أكثر سوءاً فاتصلت به لكي أعاتبه على هذا الدور الذي أساء إليه..

ومن هنا بدأت علاقتي به كمعجبة.. ومن هنا أحس فريد بأني أملك الحس الفني الذي يجعلني أفرق بين العمل الجيد والعمل السيء .. ومن هنا أيضاً كانت نقطة البداية..

في تلك الفترة كنت أعد العدة للرحيل عن مصر والاستقرار في الخارج مع شقيقي بعد فشل زواجي الأول لعلي أنسى بعض الآلام التي خلفها هذا الموضوع.. وفي هذه الأثناء كنت أستخرج جواز السفر..

وكنت في منطقة بوسط البلد ذات يوم حين انتهزت الفرصة لأصعد إلى مكتب فريد لكي أقدم له واجب العزاء في والده بعد أن مر أسبوع على وفاته..

وكان فريد في ذلك الوقت في قمة خلافاته مع زوجته المطربة هدى سلطان.. وقد حاولت أن أفاتحه في هذا الموضوع وأحاول ولو بالكلام إصلاح ما بينهما بعد أن اطلعت على ما يدور من خلال الجرائد والمجلات.. وقال لي فريد إن الطريق مسدود تماماً أمام أي صلح.. فقدمت له التعازي ومشيت..

ولكن قبل أن أخرج من الباب وجدته يسألني فيما إذا كنت أستطيع أن أمر عليه في اليوم التالي لأمر هام .. وكان ضمن برنامجي في اليوم التالي أن أذهب لكي أستلم جواز سفري..

وجئت في اليوم التالي.. فلم يكد يراني حتى قال لي بدون مقدمات “تتجوزيني يا سهير؟”.. وقد أربكتني المفاجأة وشلت تفكيري .. ولم أجد ما أقول له سوى “أخد رأي والدي”..

بصراحة تامة كان هناك تخوف من الأسرة وكنت محاصرة بالأسئلة.. وقالوا لي هل يمكن أن تتأقلمي مع نظام حياته القلقة؟ ولكن إعجابي بفريد وحبي له تغلب على تخوفهم..

كنت أعرف أن حياته قلقة.. وكلها متاعب وأن زوجة الفنان ليست كأي زوجة .. ومع ذلك انتهى التردد والقلق.. وعُقد القران بعد مرور أربعين يوماً على وفاة والده..

وقد كان لفريد شرط واحد قبل الارتباط بي.. وهو أن لا يكون لي نهائياً أي علاقة بالتمثيل .. ويكفي أن أكون زوجته أما الفن فلا وألف لا.. أما انا فلم يكن لي شروط على الإطلاق..