حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,2 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7203

الخطيب يكتب : في حضرة الملك

الخطيب يكتب : في حضرة الملك

الخطيب يكتب : في حضرة الملك

30-07-2025 07:52 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : العقيد المتقاعد محمد الخطيب
تخيلت نفسي جالسا بين الإعلاميين في قصر الحسينية، حيث الأجواء مشحونة بمزيج من الترقب والاحترام. كان قلبي ينبض بحماس عميق، ليس من خوف، بل من شعور خاص بأني على وشك أن أشهد لحظة تاريخية استثنائية.

فجأة، دخل جلالة الملك عبدالله الثاني، بكل هيبته ووقاره، وكأن القصر بأكمله استنير بحضوره الملكي السامي.

كانت خطواته واثقة، وابتسامته هادئة تنضح بلطف، لكن عينيه تحملان ثقل المسؤولية وعمق الحزن على ما يجري في غزة، على أشقائنا الذين يتألمون بصمت. وقفت الأنفاس احتراما له، وصمت الجميع، وكأن الكلمات تتوارى أمام صموده الإنساني الكبير، حين بدأ يتحدث بصوت يفيض حكمة وإنسانية.

استمعت إليه وهو يعبر عن معاناة الأشقاء، وعن ألمنا نحن الأردنيين الذين يشعرون بغضب ووجع عميقين، غضب يعتصر القلوب. تخيلت نفسي أراه لا كملك فقط، بل كأخ حنون، وأب يحتضن أبناء وطنه وأشقائه الفلسطينيين، كصديق صادق يحمل في قلبه حنانا لا حدود له.

سمعت كلماته التي تنضح بالأخوة والعروبة، عندما قال: "الأردن كان وسيبقى السند الأكبر لغزة." شعرت بصدق هذه الكلمات يتغلغل في أعماق روحي، يزرع فيها قوة لا تنكسر ودفء لا يبرد.

ولم يقتصر حديثه على الحزن فقط، بل دعا إلى التوازن، إلى الاستمرار في الحياة والعمل من أجل وطن قوي قادر على دعم أشقائه. حين قال: "غزة تحتاج إلى أردن قوي، وقوة الأردن هي قوة لجميع الأشقاء."، اجتاحني شعور فخر عميق وارتياح كبير، لأننا لدينا قائد قلبه وشجاعته تقف بجانب كل محتاج.

في ذلك اللقاء، لم أرَ ملكا فقط، بل قائدا بمعنى الكلمة، رجلا يحمل في صدره إنسانية لا تعرف حدودا، يتحدث بفصاحة القلب، ويعطي مثالا يُحتذى به في القيادة الحكيمة والموقف الأخلاقي الثابت.

خرجت من خيالي وأنا أشعر بالقرب الكبير منه، وكأن قلبي اتسع بفهم أعمق لسبب حب الناس للأردن، ولماذا يظل الأردن صامدا وقويا، منارة أمل وسند لكل مظلوم ومحتاج.

في حضرة الملك، تعلمت أن العطاء الحقيقي لا ينتظر شكرا، وأن القوة الحقيقية تكمن في الوحدة، وفي الوقوف جنبا إلى جنب مع من يحتاجوننا، بحب وثبات لا يتزعزع.








طباعة
  • المشاهدات: 7203
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
30-07-2025 07:52 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم