بقلم : نضال أنور المجالي
في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يشهدها قطاع غزة، تبرز أنباء نهب المساعدات كصفعة جديدة على وجه الجهود الرامية لتخفيف معاناة السكان. فوفقًا لما أعلنت عنه الأمم المتحدة على لسان المتحدث باسمها، ستيفان دوجاريك، أقدم "أفراد مسلحون" على نهب "كميات كبيرة" من المعدات الطبية والمواد الغذائية التي وصلت مؤخرًا إلى مستشفى ميداني في وسط القطاع.
هذه الحادثة المؤسفة تأتي في وقت حرج، حيث لا يزال الوضع الإنساني في غزة في أدنى مستوياته، رغم السماح المحدود بعبور شاحنات الأمم المتحدة عبر معبر كرم أبو سالم منذ بداية الأسبوع الماضي. إن نهب المساعدات، بغض النظر عن الجهة المسؤولة عنه، يقوض بشكل مباشر القدرة على إيصال الدعم الحيوي للمحتاجين، ويزيد من تفاقم أزمة الغذاء والدواء التي يعاني منها مئات الآلاف من المدنيين.
إن مسؤولية حماية هذه المساعدات وتوزيعها بشكل عادل تقع على عاتق الجميع. يجب على الأطراف المعنية العمل بجد لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها دون عوائق أو انتهاكات، ومحاسبة من يقف وراء هذه المليشيات أو الأفراد المسلحين الذين يعرقلون العمل الإنساني الحيوي. ففي ظل الظروف الراهنة، كل حبة دواء وكل لقمة طعام تُنهب، هي حياة يمكن أن تُفقد أو معاناة يمكن أن تتضاعف. إن ضمان تدفق المساعدات وحمايتها ليس مجرد واجب إنساني، بل هو ضرورة قصوى لإنقاذ الأرواح في قطاع يعاني الأمرين.
حفظ الله الأردن وفلسطين
الكاتب نضال أنور المجالي