حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,30 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6986

السفير ابراهيم عبيدات يكتب: ماذا حققت إسرائيل وحماس من الحرب ؟

السفير ابراهيم عبيدات يكتب: ماذا حققت إسرائيل وحماس من الحرب ؟

السفير ابراهيم عبيدات يكتب: ماذا حققت إسرائيل وحماس من الحرب ؟

29-07-2025 09:11 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : السفير ابراهيم عبيدات

يتفق المراقبون للاوضاع المأساوية التي يمر بها قطاع غزة على أن إسرائيل لا تختلف عن حماس من حيث المسؤولية عما آلت اليه الأوضاع في القطاع المنكوب،، فإسرائيل التي توغل في المذابح والتجويع الإبادة بأبشع الطرق والاساليب الممنهجة لاجبار ما تبقى من سكان القطاع على الهجرة كرها وطوعا استدرجت حماس سواء بعلمها أو جهلها لتكون شريكة معها في ذات الجريمة، نعم ذات الجريمة على الرغم من أنها تعتبر حركة مقاومة وسلطة تحكم غزة، ولكن كيف حدث هذا الأمر؟
باعتراف قادة حماس انهم لو كانوا يعلمون ان ما قامت به حماس في السابع من أكتوبر سوف يعود على قطاع غزه بهذا الدمار ودفع هذا الثمن الباهظ لما قاموا بالتنفيذ ، كما صرح القيادي ابو مرزوق سابقا، وهذا يشكل اعترافا واضحا بخطأ حسابات الحركة وعدم قدرتها على التنبؤ بردود الفعل الإسرائيلية والدولية الداعمة لها ، وفشلها في اختيار التوقيت لتنفيذ ضربتها الذي تواكب مع انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة وكانت كل التوقعات تشير إلى فوز ترامب الداعم المطلق لنتنياهو فيها ، علاوة على عدم وجود حاضنة من العلاقات السياسية الداعمة لها باستثناء إيران التي خذلتها لاحقا .
أدار الطرفان إسرائيل وحَماس المعركة المتواصلة بذكاء ميداني وسياسي بناء على حسابات مختلفة استنادا إلى معرفة كل طرف بالآخر سواء من حيث إدارة العمليات العسكرية على الأرض أو إدارة المفاوضات التي تمت ولا تزال والطرفان بحاجة إلى النزول من على الشجرة، فإسرائيل وضعت اهدافا للحرب مستحيلة التحقق وحماس ليست مستعدة للتخلي عن وجودها وسلاحها وسلطتها ولو لم تقل ذلك.
حماس التي اعترفت بخطأ بدئ المعركة لم تعترف بتحملها مسؤولية الدم المهدور والمعاناة الفظيعة التي تعرض لها سكان القطاع ولا يزالون وتكابر وتناور على حساب أرواحهم، وفي الجهة المقابلة تنكر إسرائيل مسؤوليتها عن كل ما اقترفت من فظائع بدعوى الدفاع عن النفس والأمن.... الخ.

وفي حسابات الربح والخسارة فإسرائيل وجدت نفسها تخوض حربا لاتعرف متى تنتهي، انهكت جيشها الذي لم يعتد الحرب الطويلة وتكشفت العديد من المشاكل لدى قواتها سواء على صعيد التخطيط والتكتيك العمليات والتنفيذ الميداني سيما وان جيشها يقابل حركة تستخدم حرب العصابات وتملك انفاقا لم تستطع إسرائيل فك الغازها وتتكبد خسائر بشرية يوميا لا تستطيع تحملها على المدى الطويل واصبحت تشكل ضغطا ثقيلا على المستوى السياسي في إسرائيل، كما دفع اقتصادها ثمنا يفوق كل التوقعات حيث اصيب بالشلل التام بسبب الحرب، كما انقسم المجتمع الاسرائيلي بصورة غير مسبوقة بسبب فشل الحكومة اليمينية المتطرفة في إدارة الحرب والمفاوضات بطريقة تحقق إجماع المجتمع عليها ، إذ ترى شريحة واسعه من هذا المجتمع أن لنتنياهو أهدافه الخاصة وراء إطالة امد الحرب والتشبث بالسلطة عنده يفوق كل اعتبار، أما على الصعيد الدولي فلم تحقق حماس أي انجاز يذكر ولعل أهم وأكبر إنجاز تحقق حتى الآن هو تغير الوعي الدولي بعدالة القضية الفلسطينية والظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني الذي يرزخ تحت الاحتلال منذ أكثر من خمس وسبعين عاما.
إسرائيل من ناحية اخرى باتت تدرك أنها أصبحت منبوذة لدى كافة شعوب العالم بسبب جرائمها وأكاذيبها وغطرستها وزيف ادعاءاتها لدرجة احرجت ساسة العالم الغربي ودفعتهم إلى ادانتها بشدة واعلان النية للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
اذا كان هذا هو الإنجاز الوحيد فاسرائيل هي الخاسر الأكبر والشعب الفلسطيني هو صاحب هذا الإنجاز الذي لاتستحق حماس ان ينسب لها فقد دفع الفلسطينيون ثمنه بالدم والأرواح .
السفير ابراهيم عبيدات











طباعة
  • المشاهدات: 6986
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-07-2025 09:11 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم