26-07-2025 05:23 PM
بقلم : د. منال احمد عكاشه
"كفى مكراً ومناوراتٍ مفضوحةٍ تحاك في الخفاء؛ فالحق لا يُغتال بالمكر، ولا تثمر الخديعة إلا دماراً للنفس وفساداً للزمان. قد آن الأوان لأن تشرق شمس الصدق، ويُرفع راية الأمانة فوق كل خداع وزيف."
"كفى مكراً... فقد طفح الكيل، وما عاد الصمت حكمة، ولا التجلُّد فضيلة. إن المكر وإن تزيّن برداء الحيلة، فهو عورة العقل وسَقَط المروءة، لا يُبقي لصاحبه وجهاً يُحترم، ولا يذر له أثراً يُحمد. أنى له أن يستقيم في أرضٍ تئنُّ من الظلم، وتشهق من جور الأهواء؟ أنى للمخاتلة أن تكسو العدل، أو للتزييف أن يُنبت حقاً؟ لقد مللنا الأقنعة، واختنقنا من روائح التملق، فإلى متى يُدار الأمر على عيونٍ مفتوحة، وضمائر مغلقة؟"
"كفى مكراً، فإن المكر السيّئ لا يحيق إلا بأهله، وما رفع الله كيدَ خائنٍ إلا ليُسقطه على رأسه. المكر وإن راق في أعين الجبناء، لا يدوم لأهله عزّ، ولا يجلب لهم نصراً، بل هو سهمٌ مسمومٌ مردودٌ إلى صدر صاحبه، وسُخطٌ مؤجّل ينتظر ساعة انكشاف الستار. فويلٌ لمن ظنّ المكر فطنة، ولمن جعل الخداع سُلّماً، فإن السنن لا تُخلف، والعدلُ لا يموت."
"كفى مكراً، فإن سُننُ الله لا تُجامل أحداً. قد يمهِل الحقُّ، لكنه لا يُهمل، وإن للظلم جولةً، وللخداع طنيناً، ثم لا يلبث أن ينقلب السحر على الساحر، ويهوي المتلاعبون بما صنعته أيديهم. ما نفع المكرُ إن كان يُنسَج بحبال الكذب، ويُخاط من خيوط الهوى؟ وما أغناه إذا كان آخره خِزيٌ في الدنيا، وعارٌ في الآخرة؟ إنما يمكرون، والله خيرُ الماكرين."
كفى مكراً
"بعض المقاعد لا تُعلن عنها المسابقات، لأن أسماء شاغليها كانت معلّقة في قلب القرار قبل أن يُكتَب على الورق."
"ومكروا... فما جديدُهم إلا قديمُ خبثهم، وما أدواتهم إلا الزيف والحيلة. ومكر الله — وهو العدلُ الحقُّ — فوق كل تدبيرهم، وفوق كل مساعيهم الملتوية، والله خيرُ الماكرين. يمكرون ظنًّا أن لا عين ترى، ولا عدل يُنصف، ولكن سُنن الله لا تُعطّل، ولا يُنسى دعاءُ مظلومٍ سال دمعُه في جوف الليل. فليحيكوا خيوطهم الواهية، وليخطّوا الأسماء كما شاءوا، فإن ما بُني على باطلٍ فهو باطل، وما أُخذ بالمكر عاد على أهله خزياً وندماً. سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون."
"يُنسَج المكر في الخفاء، حيث تُدار الصفقاتُ على طاولاتٍ لا يراها الضوء، وتُمنَح المناصب قبل أن يُعلَن التنافس، ويُقصى أهل الكفاءة بسكينٍ مغموسة في ابتسامة."
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-07-2025 05:23 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |