حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,2 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 13654

م. ثائر مقدادي يكتب: الهوية الوطنية الأردنية: بين الثوابت التاريخية والتحولات السياسية

م. ثائر مقدادي يكتب: الهوية الوطنية الأردنية: بين الثوابت التاريخية والتحولات السياسية

م. ثائر مقدادي يكتب: الهوية الوطنية الأردنية: بين الثوابت التاريخية والتحولات السياسية

26-07-2025 12:30 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس ثائر عايش مقدادي
في عالمٍ مضطربٍ ومتغيّر، تبقى الهوية الوطنية حجر الأساس في بناء الأوطان وضمان استقرارها. وفي الحالة الأردنية، لم تكن الهوية مجرد وصف قانوني للمواطنة أو انتماء جغرافي، بل كانت وما زالت منظومة متكاملة من الولاء والانتماء، والارتباط بالقيادة الهاشمية، والتاريخ المشترك، والنضال السياسي والمجتمعي من أجل الدولة والوطن.

تشكّلت الهوية الأردنية الحديثة منذ بدايات تأسيس الدولة في عشرينيات القرن الماضي، حينما احتضن الأردنيون الأمير عبد الله بن الحسين – طيب الله ثراه – مؤسّس الإمارة، والتفوا حوله في مشروع وطني عروبي شريف. لم يكن هذا المشروع مجرد محاولة لإنشاء كيان سياسي، بل كان تأسيسًا لهويةٍ نابعةٍ من قيم الثورة العربية الكبرى: الحرية، الوحدة، الكرامة، والعدالة.

لطالما كان الهاشميون هم الركيزة الأساسية في صون الهوية الأردنية. فمنذ عهد الملك المؤسس وحتى عهد سيدي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، مثّل الهاشميون عامل توحيد واحتواء، وحرصوا على بناء دولة تضمن لجميع أبنائها كرامتهم، وتُشركهم في صياغة مستقبلهم دون تمييز.

لقد واجه الأردن، بقيادته وشعبه، تحديات وجودية كبرى: الهجرات المتلاحقة، التغيرات الديمغرافية، الضغوط الاقتصادية، التحولات الإقليمية، وتصاعد الانقسامات الهوياتية في المنطقة، ومع ذلك، بقيت الدولة الأردنية صامدة، متماسكة، بفضل حكمة قيادتها وقدرتها على إدارة التوازنات الداخلية والخارجية بحكمة واعتدال.

جلالة الملك عبد الله الثاني، ومنذ توليه سلطاته الدستورية، لم يدّخر جهدًا في تعزيز الانتماء الوطني، والدفاع عن الهوية الأردنية الجامعة، وفتح المجال أمام مشاركة فاعلة للشباب والمرأة، وتعزيز مفهوم المواطنة المتساوية، بعيدًا عن الإقصاء والتمييز.

الهوية الأردنية اليوم ليست بمعزل عن التحولات السياسية والاجتماعية. فمع تراجع ثقة فئات من الشباب بالمؤسسات، وغياب العدالة في الفرص، وتغلغل الانتماءات الفرعية على حساب الوطنية الجامعة، أصبحت الحاجة مُلحة لإعادة إحياء مفهوم الهوية على أساس مدني تشاركي.

كما أن التحديات الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والوجود السوري، والوضع في غزة، تلقي بظلالها على الداخل الأردني، مما يتطلب يقظة وطنية عالية لتجنب محاولات التشويش على جوهر الهوية الأردنية وخلخلة بنيانها.

إن الدولة الأردنية بمؤسساتها، ومجتمعها بكل فئاته، مدعوة اليوم للعمل المشترك لحماية الهوية الوطنية، من خلال:
• إصلاح سياسي عميق يُعزز من المشاركة ويعيد الثقة.
• خطاب إعلامي وتربوي يرسّخ الانتماء بعيدًا عن الشعبوية أو التخويف.
• فتح الباب أمام الشباب ليكونوا شركاء حقيقيين في صياغة مستقبل وطنهم.
• محاربة الفساد والمحسوبية، وترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص.

الهوية الوطنية لا تُبنى بالشعارات، بل بالفعل والعدالة. وهي مسؤولية جماعية تبدأ من الأسرة وتنتهي بالدولة.

يبقى الانتماء للأردن، والولاء لقيادته الهاشمية، والالتفاف حول الراية الهاشمية، هو الضمانة الأولى والأخيرة لوحدتنا وهويتنا ومصيرنا المشترك.

ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، قائدًا حكيمًا، وسندًا لهذا الوطن العزيز، وأن يديم على الأردن أمنه واستقراره، وأن يبقي رايته عالية خفّاقة بين الأمم.








طباعة
  • المشاهدات: 13654
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
26-07-2025 12:30 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم