24-07-2025 11:44 AM
بقلم : رولا المغربي
عندما بزغ نجم أردوغان فرِحَ بمَقْدَمِهِ العرب اكثر من الأتراك انفسِهِم (وكنت انا منهم)، ذلك انناتوقّعنا إسلامَهُ سيُغلُب تُركيّته ، فعَقَدنا الآمال وتأمّلنا انفراج العُقَد العربيه على يّديّ هذا (الخليفه )التّركي !!، كان فوق اي انتقاد ، غير مسموح باللوم على اي فعل!
رغم أنَّ اردوغان لم يطرح نفسه كخليفة! ولم يدّعي يوماً انهُ يسعى لِخِلافه!! .
هو يفهم ان تكون تركيّاً سياسياً يسعى لمصلحة تركيا (لا إصلاح ما خرِبَ عند العرب)كما انتظر العرب . حين تدخّل في سوريا تدخّلَ لصالح تركيا ، حين تدخّل في ليبيا تدخّلَ لصالح تركيا ، وحين حدث طوفان الأقصى آثَرَ الخطابات لا الأفعال اكتفى بالخطابات والقليل من الدموع !!! فمصلحة تركيا الآن ان لا تخوض حرباً ستتسبب في فقدان تركيا توازنها الاقليمي فقد تتحيّن اطرافاً اخرى تنتظر انشغال تركيا بحرب كي تنقض عليها ، فتركيا عدوٌّ محتمل لاسرائيل في المنظور القريب وعدوّ أكيد في المنظور البعيد .
فلسطين قضية دين وعقيدة، لكنها بالمنظور التركي ليست اولويه سياسيه لتركيا ، فالسياسه دينها المصلحه لا العقيده.تركيّا كانت ستدعم الفلسطيني اذا رأت مصلحتها في ذلك ، وستتخلّى عن فلسطين اذا رأت مصلحتها في ذلك .
إيران لم تقصف تل أبيب دفاعاً عن غزة!! نحن من ألبَسَ ايران عباءه لم تَلبَسها يوماًً ثم بكل صلف ووقاحه نُحاسبها على ما لم تقُلهُ يوماً .، منذ الثوره الايرانيه وايران عدوّ (محتمل ) لإسرائيل ، اثبَتَت الحرب الأخيره أنّ ايران هي العدوّ (الأكيد) لإسرائيل ، قُصِفت طهران بسبب برنامجها النووي ، لكن الحقيقه انها قُصِفَت لتعود الى مربّعها الأول كعدوّ(محتمل ) وليس اكيد(على الأقل في المنظور الحالي).
إيران دولة إقليميَّة وازنة، لا يُستهان بها !حين تدخّلَت في العراق تدخّلت لصالح ايران حين تدخلت في سوريا( وعبَثَت) تدخّلت لصالح ايران .
إيران ستدعم السني إذا رأت مصلحتها في ذلك ، وستتخلى عن الشيعي إذا رأت مصلحتها في ذلك! انتهت الحرب دون ان تطلب ايران طلَباً واحداً يتعلّق بفلسطين او بغزّه !!! ولو قُصِفَت اسطنبول لم تكن تركيا لتشترط شرطاً واحداً يتعلق بفلسطين او بغزه لقاء وقف الحرب على اسطنبول !!! لكنها كانت ستفعل المستحيل كانت ستتحالف مع الشيطان لوقف الاعتداء ، ولتحقيق مصالح.
السياسة ليس لها طائفة، ليس لها دين السياسه دينها المصالح وعقيدتها استمرار الوجود ومنابع القوّه .
إسرائيل ككيان فُرِضَ على منطقتنا العربيه ستُحارِب بكل شراسه كل من يهدد وجودها حتى لو اقتضى ذلك القضاء على يهو د (معتدلون)!!!!!
التحالفات السياسية تحالفات مصالح لا عقائد ،مصالح لا طوائف ،فقد تجمعُ المصلحة من ظننا أنهم لن يجتمعوا يوماً!
اصبحت فلسطين هي الشمّاعه التي يستخدمها العرب لتبرير قصورهم وضعفهم واتكاليتهم وتخلّفهم . هم يعلمون انهم الطرف الضعيف عندما يلعب الأقوياء .
بالرجوع للقاء الصحفي مع الرئيس الايراني ، كان واثقاً متزناً واضحاً في حبّه لإيران والدفاع عن مصالحها، جلّ حديثه عن ايران وثبات وجودها واحقية امتلاكها للسلاح . بالمقابل أعرَبَ عن استيائه لما يحصل من اباده ومجاعه وقتل اطفال ، أظهر تعاطفاً كبيراً مع مايحصل من مجازر واعتبره عملاً وحشياً من عدوّ تجرّعَ الوحشيه لكنه لم يأتِ على(انه سيحارب لأجل غزه)!! .
غزه لم تفرض نفسها كقضيه سياسيه وانسانيه فحسب ، غزه فرضت نفسها كقضيه فكريه لنسترجع سلامة الفهم بانّ غزه عربيه وفلسطين عربيه وقضية عقيده حتى لو اقتضى الأمر التخلّي عن العرب لتحقيق اعظم المصالح العربيه.
فضفضات الصباح
رولاالمغربي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-07-2025 11:44 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |