بقلم : م. أحمد نضال عواد
في زمنٍ تتكالب فيه الأزمات وتتراجع فيه المواقف، ينهض الأردن، قيادةً وجيشًا وشعبًا، ليكتب فصلاً جديدًا من فصول الشرف الإنساني والمروءة القومية.

في وقتٍ تتعرض فيه غزة لأقسى أشكال العدوان والحصار، ويقف ملايين الأطفال والنساء والعجائز على حافة الجوع والموت، كان الأردن – كعادته – أول من لبّى النداء.

بقيادة جلالة الملك عبد اللّه الثاني ابن الحسين وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني يحفظهما اللّه ، تتحرك القوافل الأردنية كنبض حيّ لقلب الأمة، حاملةً أكياس الطحين تعبر الحواجز وتخترق الصمت الدولي، لتصل إلى الأهل في القطاع الجريح، رغم المخاطر والعراقيل ورصاص الاحتلال، وللأصوات التي تقلل من هذا الجهد نقول ارفعوا أصواتكم مطالبين بدعم العالم أجمع لوقف التجويع الحاصل أفضل ألف مرة من انتقاد جهد وطني صادق قدمه الأردن لأشقائه في رسالة سياسية وإنسانية واضحة وصريحة بأنّ الأردنّ دوماً مع الأهل في غزة وفلسطين.

الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، تواصل تسيير قوافل المساعدات، متحدية الحصار، ورافضة لكل أشكال التجويع والإذلال.

هذا الموقف الأردني ليس وليد اليوم، بل هو امتداد طبيعي لهوية راسخة ترى في فلسطين جوهر القضايا، وفي غزة عنوانًا للكرامة. إنها ليست فقط مساعدات إنسانية، بل موقف سياسي وإنساني وأخلاقي، يصدح بالحق في زمن الازدواجية العالمية.

إن ما يقدمه الأردن لغزة اليوم، هو تجسيد حيّ للضمير العربي، وصرخة إنسانية يجب أن تتردد في عواصم العالم العربي والإسلامي والدولي ... قفوا مع الأردن.. قفوا مع غزة.. قفوا مع العدالة.

نطالب اليوم بتكاتف عربي وإسلامي ودولي واسع لدعم الجهود الأردنية النبيلة، والضغط من أجل فتح المعابر فورًا، وإدخال المساعدات بشكل آمن، ومنع وقوع مجاعة تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان في غزة.

إن معركة غزة ليست فقط معركة الفلسطينيين، بل معركة إنسانية وأخلاقية عالمية، والأردن يقف في مقدمتها، شامخًا، ثابتًا، منتميًا، ومعطاءً.

تحية من القلب لقيادتنا الهاشمية وجيشنا العربي المصطفوي الباسل، وللهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، ولكل من يقف اليوم على خط النار الإنساني لنصرة الأشقاء.

الأردن لم يخذل أهله يومًا، ولن يفعل، لأن موقفه ليس طارئًا ولا مرتبطًا بالمصالح، بل نابع من جذورٍ ضاربة في عمق التاريخ والهوية. وسيبقى الأردن، كما كان دومًا، وطنًا للمواقف لا الشعارات... وملاذًا للحق بظل قيادتنا الهاشمية الحكيمة الملهمة ... ونسأل اللّه الفرج العاجل للإنسانية جمعاء وأن يعم الخير والازدهار والسلام أرجاء المعمورة ... " إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر، ولا بدّ لليل أن ينجلي ولا بدّ للقيد أن ينكسر ".