23-07-2025 08:24 AM
بقلم : نضال أنور المجالي
يا جماعة، صار لي فترة بتأمل بأسعار الأدوية عنا في الأردن، وعقلي الصغير هذا ما عم يستوعب! صرت بحاجة أدافع عن محفظتي قدام أسعار الدوا!
تخيلوا يا رعاكم الله، دواء سكري محترم، نفس العلبة، نفس الشركة، نفس "صنع في"، بتلاقيه بعمان بـ 14 دينار، ولما يزور مصر الشقيقة، سبحان الله، بصير سعره 4 دنانير! أربع أضعاف يا جماعة! أربع أضعاف! يعني إذا الدواء بياخد "فيزا" عشان يدخل الأردن، شكلها فيزا "VVIP" مع جناح ملكي وإفطار بوفيه مفتوح.
مش بس السكري، حتى دواء المفاصل! المفاصل اللي بطلت تتحمل الوقفة الطويلة، سعر دوائها هون بيخلي مفاصل جيبي هي اللي توجعني. أربع أضعاف برضه! طيب ليش؟ هل الدواء عنا بيجي معاه كفالة "ما رح توجعك راسك" لمدة سنة؟ ولا يمكن بيحكوا له نكت قبل ما يوصل الصيدلية عشان يرفع معنوياته؟
يعني لو الدواء بيحجز تذكرة طيران درجة أولى، كان فهمنا. أو لو بيوصل على ظهر جمل "براند نيو" مزين بالكريستال، ممكن نبلعها. بس هو نفس الدواء، نفس المكونات الكيميائية اللي ما بنفهم فيها غير إنها حبة بتنزل السكر أو بتخفف وجع الركبة!
السؤال اللي بيطرح نفسه وبيرفرف بجناحيه زي طائر الفينيق من تحت أنقاض محفظتي هو: مين المسؤول عن هالكرنفال السعري؟ هل هي وزارة الصحة؟ ولا وزارة المالية؟ ولا يمكن وزارة "التخيلات والأوهام السعرية" اللي لسا ما بنعرف عنها؟
يا جماعة، أشك أن هناك عفريتاً سعرياً يلبس "كرافة" أنيقة ويجلس في غرفة مكيفة، ويقول لنفسه وهو يضع قدمًا على قدم: "اليوم سعر حبة السكري بدها تعيش بفيلا، وحبة المفاصل بدنا نسكنها بقصر! شعب نشيط وبيشتغل، خليه يدفع!"
المشكلة مش بس في سعر الدواء، المشكلة في "وجع الرأس" اللي بيسببه هالفرق. الواحد بصير يحسبها: أروح على مصر أجيب الدوا ولا أشتريه من هون وأبيع الكلى؟ ولما نحسب تكلفة السفر والمبيت، بنلاقي حالنا رجعنا لنقطة الصفر، ويمكن أقل.
نتمنى من المسؤولين، أياً كانوا، أن يرموا نظرة "عطف" على جيوبنا المثقوبة. فنحن لسنا نطالب بأدوية مجانية، بل بأدوية بسعر "منطقي"، سعر لا يشعرنا بأن الدواء الذي نتناوله قد تم شحنه إلينا عبر مركبة فضائية من مجرة أخرى!
نشكر كل من يثير هذا الموضوع الذي يمس كل مواطن على أرض الوطن، وخاصة الزميل الأستاذ هاشم الخالدي الذي تحدث في هذا الشأن. فرفع الوعي حول هذه الفروقات السعرية هو خطوة أولى نحو إيجاد حلول حقيقية.
بقلم: المتقاعد العسكري نضال أنور المجالي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-07-2025 08:24 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |