22-07-2025 12:18 PM
بقلم : روشان الكايد
"اللهم أطعمهم من جوع، وآمِنهم من خوف" …
دعاء الأنبياء في زمن القحط والذل، نُردّده اليوم لأجل غزة، حيث اجتمع الجوع والخوف، فصار الموت مقيماً لا زائراً، وصار العالم شهود زور على جريمة بلا نهاية .
في غزة، لا تنقطع الصواريخ، ولا تصل المساعدات
لا تنام العيون، ولا تصحو الضمائر
في غزة، يُذبح الناس على مهل، وتُهدَم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، فيما العالم المتحضّر يكتفي بإصدار بيانات "القلق العميق" و"الدعوة لضبط النفس" !
يا للعار ...
أي عار هذا الذي تلطّخ به جبين الإنسانية ؟
غزة تختنق تحت حصار جائر منذ أكثر من 17 عاماً، قُطعت عنها الكهرباء والماء والدواء، واليوم يُقطع عنها الخبز والهواء والرحمة .
أطفالها يموتون جوعاً، وشيوخها يُطردون من المقابر لأن الموت لم يعد يتسع للجميع .
ومع ذلك، تقف العواصم الكبرى في موقف المتفرج، وكأن ما يحدث مجرد مشهد من فيلم بعيد لا يعنيهم .
العالم تخلى... والخذلان صار عنواناً
غزة اليوم وحدها ؛خذلها القريب قبل البعيد؛ خذلتها عروبة مشوّهة لا تتقن سوى فن الاستنكار، ومؤسسات دولية أفرغت من مضمونها الإنساني .
حتى المنظمات التي رفعت شعار حقوق الإنسان، لم ترَ في غزة سوى "وجهة نظر سياسية"، لا مجزرة بشرية .
إنّ الصمت على ما يحدث في غزة ليس حياداً، بل تواطؤاً .
وإنّ التغاضي عن الجوع والخوف الذي يسكن في كل بيت غزّي، هو بمثابة شراكة في الجريمة .
فالذين لا يُدينون القتل، لا يختلفون عن القاتل .
لكن رغم كل شيء... غزة لا تنكسر
غزة لا تستسلم
لم تُصنع من ورق، بل من نارٍ وصبر
من ملح البحر وعرق الأمهات
شعبها لا يموت بسهولة، لأنه اعتاد أن يُبعث من تحت الركام، وأن ينهض من بين الحطام .
هي التي علّمتنا أن الصبر مقاومة، وأن الثبات بطولة، وأن الخبز يمكن أن يُصنع من الكرامة حين تجفّ الأرغفة .
غزة لا تطلب معجزات
لا تطلب المستحيل
تريد فقط أن تعيش كما يعيش الآخرون :
دون قصف، دون حصار، دون خوف
تريد أن يُنصت العالم لآهاتها، لا أن يُدير ظهره لها
تريد منّا، نحن من ندّعي الإنسانية، أن نكون إنسانيين فعلاً، لا مجرّد هواة في التعبير عن الحزن الموسمي .
وفي الختام…
إلى كل من يقرأ: غزة ليست مأساةً عابرة، إنها اختبارٌ أخلاقيٌ دائم .
فمن يصمت اليوم عن تجويعها وقصفها، سيُحاسَب أمام التاريخ، وأمام الله، وأمام ضميره .
"اللهم أطعمهم من جوع، وآمِنهم من خوف، واكفهم شرّ من لا يرحم، ولا يخجل، ولا يخافك يا أرحم الراحمين ."
#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-07-2025 12:18 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |