22-07-2025 09:49 AM
بقلم : نيفين عبدالهادي
صوت مرتبط بموقف أوروبي جديد يتشابك مع الموقف الأردني ومواقف أخرى لضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة، حيث دعت بريطانيا وأكثر من 20 دولة أخرى، إلى إنهاء الحرب على غزة على الفور، دون أي تأخير، لتتزايد الأصوات والمواقف عربيا وعالميا وبإصرار متجدد على ضرورة وقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
ولكن رغم تزايد الأصوات التي تصرخ بضرورة وقف الحرب على غزة، فإن إسرائيل تصرّ على الاستمرار بحربها على الأهل في غزة، بمزيد من العنف والإبادة والخطورة وعدم احترام أي شكل من أشكال الإنسانية، بإصرار حقيقة بات غريبا على المضي في حرب هي الأقسى بتاريخ البشرية على مدنيين أبرياء، أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن، تغمض العين وتصم الأذن عن أي نداءات لوقف مجازرها في غزة.
بالأمس، أكد وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وأستراليا وكندا والدنمارك ودول أخرى في بيان مشترك وجهوا رسالة ووفق بيانهم «عاجلة» بأنه «يجب أن تنتهي الحرب في غزة الآن»، معتبرين نموذج تقديم المساعدات الذي يتبعه الاحتلال الإسرائيلي «خطير ويغذي عدم الاستقرار ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية»، وفي هذه الرسالة مزيد من التأكيد العالمي على وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، ووقف نزيف بل شلالات الدماء في غزة، ما يدفع لتساؤلات حول هذا الإصرار الإسرائيلي المضي بهذه الحرب التي بات استمرارها وجعا يضرب بخاصرة العالم وليس فقط المنطقة وفلسطين.
جهود أردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، لتغيير وتحريك ساكن العالم لوقف الحرب على غزة، وايصال المساعدات للأهل في غزة، وأصوات عالمية باتت أكثر مجاهرة وأكثر وضوحا بضرورة وقف الحرب، لكن إسرائيل ما تزال تصر على ذات الأسلوب وذات النهج بحرب أنهت كل تفاصيل الحياة الطبيعية في غزة، وحين أقول أنهت لا أحدد ذلك بأيام الحرب، إنما بأيام وسنين قادمة، فغزة ما بعد (7 أكتوبر) لن تعود كما قبل هذا التاريخ فوجعها عميق، وجراحها يصعب علاجها، لن تبرأ بسهولة، وكل هذا يجعلنا نقول غريب إصرار إسرائيل وغريب تمترسها خلف آلة حربها التي قتلت النفوس والآمال والقلوب في غزة قبل الأجساد.
هذا الإصرار الإسرائيلي على عدم الاستماع لأي صوت يجاهر بضرورة وقف الحرب، حتى أن تأكيدات أوروبية أكدت بها 20 دولة بأنهم مستعدون لاتخاذ المزيد من الإجراءات لدعم وقف إطلاق نار فوري وإيجاد مسار سياسي يفضي إلى تحقيق الأمن والسلام في المنطقة، ما يؤشّر لاهتمام دولي بضرورة وقف الحرب، بل وبذل جهود بهذا الشأن، يعتقد البعض أن لهذه الأصوات والجهود تجاوبا من الاحتلال الإسرائيلي، أو ردة فعل لكن واقع الحال عكس ذلك تماما فإن إسرائيل تصرّ على موقفها والرد دوما بقذائفها وصواريخها على كل صوت سلام وصوت حكمة، وعقلانية، ترد بأسلحتها ظنّا منها بأنها تحقق انتصارات وحقيقة الأمر أن إسرائيل تمضي لإغراق ذاتها والمنطقة والعالم بما لن تُحمد عقباه حتى عشرات السنين القادمة.
غزة اليوم تغرق في مجاعة، ورغم عدم قناعتنا بأن هناك من يموت جوعا، لكن أطفال وأهل غزة يموتون جوعا، وإسرائيل تحاصرها، وتمنع وصول المساعدات لها، وحتى ما كان متوفرا في غزة بات يشحّ شيئا فشيئا، حتى انعدامه قريبا، وعيونهم ترقب فرجا قريبا يجب أن يأتيهم من المجتمع الدولي الذي تحرّك ساكنه أو بدأ يتحرك لجهة إنصافهم، فهل نسمع قريبا بإجراءات عملية وليست «كلامية» على مستوى دولي تجبر إسرائيل على وقف الحرب وبدء إيصال المساعدات للأهل في غزة وبكميات كبيرة، فصوتهم المجروح حقيقة يجب أن يسمعه الجميع، ولا يقف عند حد سماعه، إنما أخذ موقف حاسم وسريع لإنصافهم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-07-2025 09:49 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |