بقلم : ا. رنا عياش
الاعاقة ليست مرضا متعمدا بالاغلب. انما ابتلاء يصيب الانسان مع ولادته. او باصابة تلاحقه مدى الحياة تعيقه وتعيق عمله وتحتاج لدعم مجتمعي موازي ومشترك مع الدعم العائلي.
واغلب الدول الانسانية والمتحضرة تكون داعمة اساسية لهذه الفئة وتخفف العبئ عنها وعن اسرها إن كان ماديا او مجتمعي وخاصة بما يتعلق بالتعليم والعمل .

محليا أنطلق من رؤية جلالة الملك في القمة العالمية الثالثة للإعاقة المنعقدة في برلين حيث أكد جلالة الملك على ضرورة العمل المشترك والالتزام واتخاذ الاجراءات لضمان أن يعيش ذوو الاعاقة حياتهم بكرامة وسعادة وأمل والاعتراف الإمكانات الكامنة في كل انسان وأنه يجب توفير البيئة التي يمكن للجميع المساهمة فيها . اهتمام جلالة الملك لذوي الاعاقة كبير مهما تكن احتياجاتهم فانهم متميزون لأن صاحب الاعاقة انسان كسائر البشر له احساسه وتفكيره وكيانه.
فهم يملكون طموحا وتحدي ولا يحبون الهزيمة أو نظرات العطف والشفقة وهذا يدعونا لأن نكون لهم مجتمع معين لا مجتمع معيق .
ان ذوي الاعاقة في الأردن (1,25) مليون بنسبة تصل الى (11,2%) من عدد السكان وتختلف أنواع هذه الاعاقات ما بين بصرية وسمعية وحركية ومزدوجة وغيرها لأن هذه الاعاقات تختلف من شخص لآخر منها ما هو وراثي ومنها ما كان بسبب الحوادث التي أدت الى اعاقات .
واليوم نجد ان كثير منهم . صنع التحدي والانجاز ولم يقف المرض عائقا امامهم. وهذا يشجعنا محليا وعالميا لزيادة الدعم وعدم تركهم لوحدهم دون تخصيص بالرعاية.
كثير من ذوي الاعاقة تحدوا هذه الاعاقات بل أنها كانت دافع لهم ليكونوا مميزين فاعلين في المجتمع نذكر منهم :
عميد الأدب العربي طه حسين بصرية ، الموسيقار بيتهوفن سمعية ، الكاتبة هيلين كيلر كفيفة صماء بكماء ، توماس أديسون سمعية والأمثلة كثيرة بلا لا تكاد تحصى . وهذا دليل واضح ومن الواقع أن ذوي الاعاقة كغيرهم لديهم طموحات وأحلام وفيهم أعضاء فاعلين في المجتمع وقدموا خدمات جليلة للبشرية .
نحن بحاجة كمجتمع للعمل على تمكين ذوي الاعاقة من خلال العمل على توفير فرص عمل لهم وتوفير بيئة مناسبة ومشاركتهم في واجب وطني من خلال تشاركية تعزز التكامل الاقتصادي والاجتماعي وهذا لن يكون الا بتسليط الضوء على التحديات التي تواجههم مما يعني أننا كمجتمع علينا العمل على تحسين جودة حياتهم لأن ذوي الاعاقة فئة مهمة من أبناء الوطن والعمل على دمجهم هو حق مكتسب لهم .

رنا عياش