بقلم :
استوقفتني هذه العبارة كثيرا((عذرا التعليقات محجوبة عن هذا الخبر)) وأنا أمر على بعض المقالات المنشورة في بعض الصحف الالكترونية العزيزة. واحدة من المزايا التي قد تتفوق فيها الصحافة الالكترونية على الصحافة الورقية إفراد الصحافة الالكترونية لمساحة إعلامية للإخوة والأخوات القراء للتعليق على الأخبار والمقالات المنشورة فيها. الصحافة الالكترونية بشكل عام لم يمض على تأسيس الكثير منها فترة زمنية طويلة ولكنها استطاعت أن تحشد عددا هائلا من القراء خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة مقارنة بالصحافة الورقية, والتي يقول بعض الخبراء أنها في طريقها ربما إلى الانتهاء والتحول إلى العصر الرقمي أو الديجتالي الالكتروني. جميل أن يكون هناك نوع من التفاعل بين القارئ والكاتب أو القارئ والخبر وجميل أن يحدث هذا التواصل بين القارئ والكاتب والخبر أو المادة الثقافية. هذا التواصل والحوار والتبادل للأفكار يعكس في أصله العلاقة الايجابية القائمة بين القارئ والكاتب والخبر. الكاتب بشكل عام وعندما يكتب مقالة أو ينشر مادة ثقافية معينة واستطيع أن اجزم هنا لا يقصد إلا خير القارئ حتى وان اخطأ في الوسيلة وخانته اللغة وأعجزته الكلمات والأفكار. اعرف أن اغلب كتاب الصحافة الالكترونية كتاب جدد وغير معروفين للكثيرين, وربما أن البعض منهم لا يملك الخبرة أو المعرفة الكافية ليكتب بطريقة مهنية تناسب وتعجب كل القراء, ولكني متأكد أن كل الكتاب يتبارون ليقدموا أفضل ما لديهم للإخوة والأخوات القراء. أعود للعبارة التي جعلتها عنوانا لمقالي" عذرا التعليقات محجوبة عن هذا الخبر" ولأربطها باجتهادات الإخوة والأخوات من الكتاب في الكتابة, والتي كما أشرت قد يجيد فيها الكاتب أو يخفق أحيانا ليقع ضحية لتعليقات قاسية بعيدة عن الموضوعية والمهنية, ومغرقة في باب تسديد الحسابات الشخصية والشخصية فقط. الكتابة فن ومهارة ليس من السهولة أن يمتلكها أو ينجح بها أي كاتب مهما كانت ثقافته أو مؤهلاته العلمية ومن المرة الأولى أو بسرعة كبيرة ومن مرات محدودة معدودة. الكتابة مراس وتجربة وخبرة تتطور وتتحسن مع كل محاولة وتجربة وممارسة, ولذلك فهي تحتاج إلى كل الدعم والنقد البناء الممكن من كل قادر وناصح أمين. النقد والنصح له أصول وقواعد بعيدا عن التجريح والإساءة والنيل من الآخر والتقليل من الشأن والنقد لمجرد النقد ودون تقديم البديل أو النصيحة المقبولة المناسبة وبأسلوب لبق. عذرا التعليقات محجوبة عبارة لا أحب أن أشاهدها بحق وقد أسفت وحزنت كثيرا وأنا اقرأها وكنت قبل وضعها أسفل بعض المقالات أتمنى أن تكتب بعد أن قرأت بعض التعليقات من بعض الإخوة الأحبة. النقد على هذا النحو ليس بالنقد الذي يمكن أن يحسن أو يطور من مستوى كتابة الكاتب, التقليل من شان الآخرين واتهامهم ونعتهم بأقبح الصفات لا يمكن أن يصنف على انه حرية تعبير أو نقد بناء هادف. مؤسف أن تبدأ المنابر الإعلامية بالتحول من منابر لنشر الوعي والثقافة والعلم والمحبة إلى منابر لنشر وغرس الضغينة والبغضاء والفرقة والعداوة والخلافات. مؤسف أن يتحول القارئ العادي إلى ناقد في كل الموضوعات ومؤسف أن تفقد كل الموضوعات خصوصيتها وقداستها وتصبح مستباحة لا حرمة لها, مؤسف أن لا تبقى قداسة لأي شخص أو فعل أو موضوع. إن على إدارة الصحف الالكترونية مسئولية أخلاقية كبيرة في مراقبة ومتابعة وعدم نشر مثل هذه التعليقات غير المهذبة وغير اللائقة. أتمنى في نهاية هذه المقالة أن أكون قد وفقت في تناول موضوع حرية التعبير بعيدا عن الإفراط في المدح والتحقير وبما يخدم رسالة الإعلام الحر الوطني ويخدم عملية الاتصال والتواصل بين الكاتب والقارئ والنص أو الموضوع وبما يجود ويحسن من مستوى القارئ والكاتب والموضوع معا. abdallahazzam@yahoo.com
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا
الرد على تعليق 
برمجة و استضافة يونكس هوست