19-07-2025 11:57 AM
سرايا - رأى الكاتب في الشؤون العسكريّة والصحفيّ الصهيونيّ د. أمير بوحبوط أنّه: “في أعقاب الدروس المُستفادة من هجوم السابع (أكتوبر) 2023 وسقوط نظام الرئيس السوريّ السابق، د. بشّار الأسد، قامت "إسرائيل" بتغيير النظرية الأمنية في الشمال، وبدأت بالعمل داخل الأراضي السوريّة لحماية الحدود في هضبة الجولان، المُحتلّة منذ عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967.
وتشير مصادر أمنية بحسب بوحبوط إلى “محاولات من إيران وحزب الله لاستعادة تمركزهما في المنطقة، بالإضافة إلى وجود بنى تحتية فلسطينيّة مسلحة، كما تواجه "إسرائيل" صعوبةً في بناء ثقة مع السكان السوريين الذين يعيشون في ظروفٍ صعبةٍ تحت حكمٍ جديدٍ وغيرُ مستقرٍ”.
وفي مقالة كتبها على موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، زعم د. أمير بوحبوط، مُحلِّل الشؤون العسكريّة في الموقع، أنّ “الجناح السياسيّ في الكيان الصهيونيّ قرّر حماية الحدود والسكان في هضبة الجولان على الجانب الإسرائيليّ من داخل الأراضي السوريّة، من خلال إقامة مواقع عسكريّةٍ في هضبة الجولان السورية وتنفيذ عملياتٍ أمنيّةٍ مستمرّةٍ في المنطقة. وقد قام الجيش الإسرائيليّ بتدمير منظوماتٍ حساسّةٍ تهدّد حرية تحركه في الجو وعلى الأرض، بما في ذلك منع تهريب أسلحة إلى الجهات المعادية”، طبقًا لأقوال المصادر الرفيعة الإسرائيليّة.
عُلاوةً على ما جاء أعلاه، ذكر بوحبوط أنّه “في شمال مرتفعات الجولان، طرح بعض الدروز السوريين أفكارًا لضمّهم إلى "إسرائيل"، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ “بعضهم يطلب المساعدة فقط بسبب مخاوفه من النظام المتطرّف”.
وأردف القول: “أمّا في وسط مرتفعات الجولان، فيبدو المواطنون السوريون غير مبالين، ويقولون لضباط الجيش الإسرائيليّ كان النظام هنا، ولم يكن يكترث لأمرنا، النظام الجديد، الذي نصفه هنا، لم يكن يكترث لأمرنا أيضًا، أنتم الجيش الإسرائيليّ كنتم هنا في الماضي ولم تهتموا لأمرنا حقًا، أوْ كنتم تهتمون بنا ثمّ غادرتم وتخليتم عنا. والآن؟ ستكونون هنا، ثمّ ستتوصلون إلى اتفاق، وستتخلون عنا مرة أخرى”.
في غضون ذلك، اعتُقل عشرات السوريين خلال الأشهر الأخيرة وفق ما ذكر الصحفي الصهيوني ونُقلوا للتحقيق وسط مخاوف من نشاط أسماه بالعدائي ضدّ الجيش الإسرائيليّ ودولة الاحتلال، كشفًا النقاب عن أنّ بعضهم على صلة بالبنية التحتية الفلسطينية في المنطقة، وفق قوله.
وبحسب التقرير الصحافيّ الإسرائيليّ، فقد صرح مصدرٌ عسكريٌّ في جيش الاحتلال: “هناك محاولات لإنشاء بنية تحتية مسلحة في المنطقة تحت إشراف مختلف أنواع التنظيمات المحلية”.
وأشار إلى أنّ “الجيش الإسرائيليّ نفّذ أكثر من مائة هجومٍ في الأشهر الأخيرة في أنحاء سورية، بهدف شلّ القدرات العسكرية في المنطقة، وهاجم دبابات لمنع قوات النظام السوريّ من التقدم نحو جبل الدروز، ضمن المجزرة التي ارتكبها بحقهم، فيما نقل الجيش الإسرائيليّ رسالة إلى نظام الشرع مفادها أنّ "إسرائيل" لن تقف مكتوفة الأيدي، بحسب ما قال مصدر أمنيّ رفيع في المؤسسة العسكريّة في "تل أبيب".
وشدد على أنه “إذا استمر الوضع في التدهور، سيتخذ جيش الاحتلال إجراءات أكثر عدائية وأنّ القرار الإسرائيليّ معروف للجميع: عدم الوقوف مكتوف الأيدي”.
وفي ختام تقريره، كشف د. بوحبوط النقاب عن أنّ المصدر الإسرائيليّ نفى ما نُشر عن أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة منعت دولة الاحتلال من مهاجمة سوريّة.
ووفقًا لموقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، فقد قال الجنرال في الاحتياط أودي ديكيل، وهو من مؤسسي التحالف من أجل الأمن الإقليميّ، إنّ ” الدول المعتدلة تحترمنا كثيرًا ومعجبة أكثر، بسبب قدرتنا العسكريّة، والتي جلبت لنا إنجازاتٍ ضدّ إيران والمحور الراديكاليّ، ولكنّ الدول المعتدلة تخشى أنْ نعمل عسكريًا فقط، دون اللجوء إلى المستوى السياسيّ”، وأضاف الجنرال ديكيل، وهو باحثٌ كبيرٌ في مركز دراسات الأمن القوميّ الإسرائيليّ، إنّ "إسرائيل" ملزمة بالعمل بسرعةٍ لإقامة تحالفٍ مع الدول المعتدلة، المعنيّة بوضع حدٍّ لتمتد المحور الراديكاليّ بقيادة إيران، في منطقة الشرق الأوسط”، على حدّ تعبيره.
أمّا المُستشرِق إيهود يعاري، فقال في تحليلٍ نشره على موقع القناة الـ 12 العبريّة: “لا تستطيع "إسرائيل" أنْ تقف مكتوفة الأيدي، بينما ترتكب القوات القادمة من دمشق فظائع مروعة بحق السكان المدنيين في جبل الدروز، لكن الهدف ليس إنشاء وصاية إسرائيلية على نصف مليون درزي يقطنون بعيدًا، في شرق الجولان السوري. الغاية هي وقف الهجوم عليهم، ومن خلال التعاون مع أطراف أُخرى، مثل الولايات المتحدة ودول الخليج والأردن، والعمل على إحضار الدروز إلى طاولة المفاوضات مع ممثلي الشرع، من موقع أفضل يسمح بالتوصل إلى تفاهمات بشأن وضعهم المستقبلي، لكن من دون أنْ ينفصلوا عن الدولة السوريّة. بل أكثر من ذلك: يجب على "إسرائيل" ألّا تصل إلى واقع تُعتبر فيه عدوّة للأغلبيّة السُنيّة في سوريّة”.
رأي اليوم
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-07-2025 11:57 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |