19-07-2025 11:33 AM
سرايا - أكّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنّ الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي اكتشفا أنّ اتفاق وقف إطلاق النار “فيه مصلحة للبنان ومقاومته، فذهبا إلى الضغط الميداني، في محاولة لتعديله”، إلا أنّ كل هذا الضغط “لم يعدّل في الاتفاق”.
وفي كلمة ألقاها لمناسبة تأبين القائد الجهادي الكبير، الشهيد علي كركي “أبو الفضل”، أوضح الشيخ قاسم أنّ واشنطن “تريد فرض اتفاق جديد يبرّئ "إسرائيل" من تجاوزاتها خلال الأشهر الـ8 الأخيرة، كأنّها لم تكن”.
وأضاف الشيخ قاسم أنّ أولى خطوات هذا الاتفاق الأميركي الجديد هو نزع سلاح المقاومة الإسلامية في لبنان، مبيّناً أنّ “المبرّر الوحيد لعدم تطبيق الاتفاق الموقَّع والحديث عن اتفاق جديد هو نزع السلاح لتطمئن "إسرائيل".
وشدّد الأمين العام لحزب الله على أنّ واشنطن تكذب عندما تقول إنّها “لم تضمن اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان”، موضحاً أنّ إدارتها “تنسّق الحرب مع "إسرائيل" والعمل على توسّعها في المنطقة”.
وتابع: “تحت عنوان أمن "إسرائيل"، لا تظل أي زاوية إلا ويريدون تفتيشها واحتلالها وضربها”، مضيفاً أنّ المقاومة “لديها قوة الإيمان والموقف، والإمكانات العسكرية جزء له علاقة بقوة الموقف”.
كما قال إنّه من المتوقَّع أن تقع خسائر كبيرة لدى المقاومة إذا دافعت عن لبنان ضد الاحتلال، ولكن “لدينا الأمل بأنّنا إذا تصدّينا نستطيع أن نقفل الباب عليهم ونفتح باباً للتحرير”.
“3 أخطار أمام لبنان”
في السياق نفسه، أكّد الشيخ قاسم أنّ لبنان أمام 3 أخطار حقيقية، تتمثّل بـ: الاحتلال الإسرائيلي جنوباً، “الأدوات الداعشية” على الحدود الشرقية، و”الطغيان الأميركي، الذي يحاول أن يتحكّم بلبنان ويمارس الوصاية عليه ويريد أن يعدم قدرته على التحرّك والحياة”.
ولدى شرحه هذه الأخطار، أشار الشيخ قاسم إلى أنّ “المطلوب هو أن يكون هناك "إسرائيل" الكبرى، فهم يريدون تقسيم المنطقة”، مذكّراً بما قاله المبعوث الأميركي توم برّاك، ومفاده أنّ “لبنان على وشك الانقراض إذا لم يسرع بالتغيير، أي أنّه يقول يجب تسليم لبنان إلى "إسرائيل".
وتابع بأنّ الولايات المتحدة والاحتلال يريدان أن يتقسّم لبنان بين "إسرائيل" وسوريا، محذّراً من أنّ “التحريض على الفتنة وإلحاق لبنان بقوى إقليمية، على الأقل إلحاقه مرحلياً بالشام، هو أمر خطير”.
وحذّر الشيخ قاسم أيضاً من أنّ “كلّ الطوائف مهدّدة في لبنان”، لافتاً إلى ما يحدث من استهدافات طائفية في سوريا، واستهداف الاحتلال للمسيحيين أيضاً في غزة، مضيفاً: “إذا كان هناك قرار فإنّهم لا يحتاجون إلى وقت كبير للهجوم من شرقي لبنان”.
وفي حديثه عن السلاح، شدّد الشيخ قاسم على أنّ "إسرائيل" لن تستلم السلاح منّا”، وأنّها “لن تحقّق أهدافها ما دمنا على قيد الحياة”.
وأبدى الاستعداد للدفاع عن لبنان فيما “لو اعتدت "إسرائيل" اعتداءً نعتقد أنّه يدعونا للدفاع”، متابعاً: “من أبى وقبل الذل فهذا شأنه، ونحن لن نقبل الذل وقد قدّمنا تضحيات كبيرة وقوّتنا ساعدتنا على هذه النتيجة”.
كذلك، أوضح الأمين العام لحزب الله أنّ المسألة “ليست سحب السلاح، بل إنّ هذه خطوة من خطوات التوسّع الإسرائيلي، فالسلاح عقبة لأنّه جعل لبنان يقف على رجليه ويمنع الاحتلال من التوسّع”.
وفي هذا الإطار، أشار الشيخ قاسم إلى أنّ المقاومة الإسلامية في لبنان أنجزت تحرير لبنان عام 2000 ومنعت من أن يُحتل لبنان عام 2006 وأدّت بقوتها ووجودها إلى استقراره، ومنعت الاحتلال خلال معركة “أولي البأس” من الوصول إلى العاصمة بيروت.
وشدّد على أنّ العنوان الأساس لهذه المقاومة هو “التحرير وحماية لبنان من الاحتلال، ومنع "إسرائيل" من الاستيطان ومن أن تسيطر على خيرات لبنان ومستقبله”.
وتوجّه، في السياق نفسه، إلى الداخل اللبناني، قائلاً: “اصبروا على حصرية السلاح في مقابل الخطر الكبير الذي لن يبقي لبنان، ولتكن كلمتنا واحدة ولنعمل للأولوية.. وبعد أن نزيل الخطر، نحن حاضرون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية واستراتيجية الأمن الوطني”.
فيما يتعلّق بالداخل اللبناني أيضاً، دعا الشيخ قاسم إلى “عدم الرهان على الخلاف الشيعي – الشيعي، فحزب الله وحركة أمل بينهما تعاون استراتيجي حقيقي”.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنّ حزب الله وحركة أمل “يشعران أنّهما أمام تهديد وجودي للمقاومة ولبيئتها وللبنان، وكل الطوائف فيه”.
ودعا أيضاً إلى “عدم الرهان على الخلاف مع الرؤساء الثلاثة، فلديهم من الحكمة ومعرفة الأخطار ما يساعد على إخراج البلد من أزماته”.
الأمين العام لحزب الله جدّد تأكيده أنّ المقاومة “التزمت بما عليها في اتفاق وقف إطلاق النار”، بينما لم يلتزم الاحتلال الإسرائيلي، وواصل العدوان خلال 8 أشهر، و”العالم كله يشهد بذلك، والدنيا كلها تقول إنّ "إسرائيل" ارتكبت 3800 خرق”.
ولفت إلى أنّ حزب الله “نفّذ الاتفاق بالكامل في جنوبي نهر الليطاني، والدولة اللبنانية نشرت الجيش حيث استطاعت، في حين لم تنفّذ "إسرائيل" شيئاً”.
أما فيما يتعلّق بالمناسبة، فاستذكر الشيخ قاسم القيادي الشهيد علي كركي، مؤكّداً أنّه “كان من الصادقين الذين التزموا بخيارهم واختاروا المنهج الإسلامي المحمدي الأصيل”، و”لم يترك الجنوب اللبناني على الرغم من تعرّضه لمحاولات اغتيال”.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنّ الشهيد هو من أبرز المشاركين في تشكيل البنية العسكرية للمقاومة الإسلامية في لبنان، وأنّ له دوراً بارزاً في التصدّي لعدوان الاحتلال الإسرائيلي في لبنان خلال عدة مراحل.
ولدى حديثه عن أدوار أدّاها الشهيد، ذكر الشيخ قاسم أنّ كركي خطّط لعملية الاستشهادي أحمد قصير مع الشهيد القائد عماد مغنية، وخطّط للعديد من العمليات حتى تحقيق التحرير في عام 2000.
وبعد التحرير، تسلّم الشهيد مسؤولية مؤسّسة الجرحى لسنتين، وقاد “مقرّ سيد الشهداء” منذ عام 2006 وحتى استشهاده.
وكان الشهيد أيضاً عضواً في المجلس الجهادي في حزب الله، ومعاوناً جهادياً للشهيد السيد حسن نصر الله، منذ عام 2008. كما شارك في التخطيط والإشراف على المعارك في سوريا في مواجهة التكفيريين في وقتها.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-07-2025 11:33 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |