16-07-2025 06:21 PM
سرايا - تسبب حالات طنين الأذن إزعاجا للمصابين بها، كما يكون لها تأثير خطير على الصحة النفسية، وغالبًا ما تسبب التوتر أو الاكتئاب. وينطبق هذا بشكل خاص على المرضى الذين يعانون من طنين الأذن على مدى أشهر أو سنوات.
وفقًا لما نشره موقع Science Alert، لا يوجد علاج لطنين الأذن حاليًا. لذا، فإن إيجاد طريقة لإدارته أو علاجه بشكل أفضل، بحسب مراجعة علمية أجراها علماء في جامعة أكسفورد، يمكن أن يساعد ملايين الأشخاص حول العالم. لكن يمكن اعتبار النوم كأحد مجالات البحث التي يمكن أن تساعد على فهم طنين الأذن بشكل أفضل لعدة أسباب، كما يلي:
أولًا: إن طنين الأذن هو إدراك وهمي. يحدث عندما يجعل نشاط الدماغ الشخص يرى أو يسمع أو يشم أشياء غير موجودة.
يعاني معظم الأشخاص من إدراكات وهمية فقط أثناء نومهم. لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من طنين الأذن، فإنهم يسمعون أصواتًا وهمية أثناء استيقاظهم.
ثانيًا: إن طنين الأذن يُغير نشاط الدماغ، حيث يمكن أن تكون مناطق معينة من الدماغ (مثل تلك المسؤولة عن السمع) أكثر نشاطًا مما ينبغي. كما يُفسر هذا كيفية حدوث الإدراكات الوهمية. عند الخلود للنوم يتغير النشاط في هذه المناطق نفسها من الدماغ أيضًا.
آليتان دماغيتان
حددت المراجعة البحثية الحديثة آليتين دماغيتين تكمن وراء كل من طنين الأذن والنوم. إن فهم هذه الآليات بشكل أفضل - وكيفية ارتباطهما – يمكن أن يساعد يومًا ما في إيجاد طرق لإدارة طنين الأذن وعلاجه.
النوم والطنين
عندما ينام الشخص يمر جسمه بمراحل متعددة من النوم. إن إحدى أهم مراحل النوم هي نوم الموجة البطيئة (المعروف أيضًا باسم النوم العميق)، والذي يُعتقد أنه أكثر مراحل النوم راحة.
نوم الموجة البطيئة
أثناء نوم الموجة البطيئة، يتحرك نشاط الدماغ في "موجات" مميزة عبر مناطق الدماغ المختلفة، مما يُنشط مناطق كبيرة معًا (مثل تلك المسؤولة عن الذاكرة ومعالجة الأصوات) قبل الانتقال إلى مناطق أخرى.
تعافي الخلايا العصبية
يُعتقد أن نوم الموجة البطيئة يسمح لخلايا الدماغ العصبية (خلايا دماغية متخصصة ترسل وتستقبل المعلومات) بالتعافي من الإرهاق اليومي، كما يساعد على الشعور بالراحة أثناء النوم. ويُعتقد أيضًا أنه مهم للذاكرة.
الوظائف الحركية والبصر
لا تشهد كل منطقة من مناطق الدماغ القدر نفسه من نشاط الموجة البطيئة. ويكون هذا النشاط أكثر وضوحًا في المناطق التي تُستخدم كثيرًا أثناء اليقظة، مثل تلك المهمة للوظائف الحركية والبصر.
طنين الأذن
طنين الأذن
مشي أثناء النوم وكوابيس
ولكن في بعض الأحيان، ربما تكون مناطق دماغية معينة مفرطة النشاط أثناء نوم الموجة البطيئة. وهذا ما يحدث في اضطرابات النوم مثل المشي أثناء النوم. ويمكن أن يحدث شيء مشابه لدى الأشخاص المصابين بطنين الأذن. يُعتقد أن مناطق الدماغ مفرطة النشاط يمكن أن تبقى مستيقظة في الدماغ النائم، مما يُفسر سبب معاناة العديد من المصابين بطنين الأذن من اضطرابات النوم والكوابيس الليلية أكثر من غير المصابين بطنين الأذن.
نوم خفيف متقطع
يقضي مرضى طنين الأذن أيضًا وقتًا أطول في النوم الخفيف. ببساطة، نعتقد أن طنين الأذن يمنع الدماغ من إنتاج نشاط الموجة البطيئة اللازم للنوم العميق، مما يؤدي إلى نوم خفيف ومتقطع. على الرغم من أن مرضى طنين الأذن ينامون نومًا عميقًا أقل في المتوسط مقارنةً بالأشخاص غير المصابين بطنين الأذن، إلا أن أحد الأبحاث، التي تناولتها المراجعة العلمية لباحثي أكسفورد، يشير إلى أن بعض النوم العميق لا يتأثر بالطنين تقريبًا، بسبب أن نشاط الدماغ الذي يحدث أثناء النوم العميق يثبط طنين الأذن بالفعل. ويفسر ذلك سبب قدرة الأشخاص المصابين بطنين الأذن على الدخول في نوم عميق، ولماذا يمكن أن يتم قمع طنين الأذن خلال تلك الفترة.
علاج طنين الأذن
يمكن أن تتغير شدة طنين الأذن على مدار اليوم. إن دراسة كيفية تغير طنين الأذن أثناء النوم يمكن أن تمنح فهمًا مباشرًا لما يفعله الدماغ للتسبب في تقلبات في شدة طنين الأذن. ويمكن من خلال التلاعب بالنوم تحسين صحة المرضى - وربما تطوير علاجات جديدة لطنين الأذن.
تقليل اضطرابات النوم
على سبيل المثال، يمكن تقليل اضطرابات النوم وتعزيز نشاط الموجة البطيئة من خلال نماذج تقييد النوم، حيث يُطلب من المرضى الذهاب إلى الفراش فقط عندما يكونون متعبين بالفعل. يمكن أن يساعد تعزيز شدة النوم على رؤية تأثير النوم على طنين الأذن بشكل أفضل.
في الأبحاث المستقبلية، يمكن تتبع كل من مرحلة النوم ونشاط طنين الأذن في الدماغ في نفس الوقت عن طريق تسجيل نشاط الدماغ، بما يساعد في معرفة المزيد عن العلاقة بين طنين الأذن والنوم وفهم كيف يمكن تخفيف طنين الأذن من خلال نشاط الدماغ الطبيعي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-07-2025 06:21 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |