حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,16 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 24918

زياد فرحان المجالي يكتب: حرب العطش… جريمة العصر بصيغة الصمت

زياد فرحان المجالي يكتب: حرب العطش… جريمة العصر بصيغة الصمت

زياد فرحان المجالي يكتب: حرب العطش… جريمة العصر بصيغة الصمت

15-07-2025 07:54 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زياد فرحان المجالي
(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" صدق الله العظيم )

في عالم يُسابق الزمن نحو الذكاء الاصطناعي واستيطان الكواكب، هناك من لا يزال يشنّ حروبه بأساليب العصور الوسطى، لكن بأدوات حديثة ولغة ملوّنة بالكذب.
إنها حرب "نَعْطِيش"، حيث لا يُطلق الرصاص… بل يُحاصَر الشريان.
الماء، الذي جعله الله أصلًا للحياة، صار في بعض مناطق النزاع أداة للابتزاز والتجويع والتهجير.
فمن يمنع الماء عن الناس، لا يمارس تكتيكًا أمنيًا، بل يرتكب جريمة موصوفة ضد الإنسانية.
العطش… الوجه الصامت للإبادة الجماعية
> قال تعالى: "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" – الأنبياء: 30
هذه الآية ليست مجرد إعلان كوني، بل ميثاق أخلاقي مقدّس.
وحين تُمنع المياه عن الأحياء، يُمنع عنهم شرط وجودهم ذاته.
لا حديث عن "حل سياسي"، ولا عن "تهدئة"، ولا عن "مشاريع إعمار" في ظلّ حصار الماء.
الممارسات على الأرض: إذلال يسبق الموت
تفتيش زجاجات الماء على الحواجز.
منع دخول صهاريج المياه إلى المناطق المحاصَرة.
إجبار المدنيين على سكب الماء أمام الجنود.
تحويل الماء إلى أداة ضغط: اشرب إذا سلّمت.
هذه المشاهد ليست خيالًا، بل واقعًا توثقه عشرات المنظمات الحقوقية.
هل تُبنى المدن على الظمأ؟
يتحدث البعض عن "مدن إنسانية" و"سلام اقتصادي".
لكن من يمنع الماء لا يبني، بل يهدم المعنى قبل المبنى.
فأي عمران سيقوم فوق أرضٍ جفّت فيها الكرامة، وجفّت معها الطفولة؟
رسائل لا بدّ أن تُسمع
إلى من يستخدم العطش كسلاح: جريمتك لا تسقط بالتقادم، وستُعرض أمام شعوب وأجيال قادمة.
إلى الإعلام المتردد: السكوت عن حصار الماء هو سكوت عن الحياة.
إلى المؤسسات الدولية: لا تبنوا مؤتمراتكم على أنقاض الضمائر.
العطش لا يُخضع… بل يُشعل
من ظن أن تجفيف الحلوق يُطفئ نداء الحرية، لا يعرف شيئًا عن الشعوب.
الشعوب لا تموت عطشًا… بل تتحول أنهارًا حين تنتفض.
وكل نقطة ماء تُمنع، تتحول لاحقًا إلى موجة غضب لا تُقهر.
"وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ"…
ومن يعتدي على الماء، يعتدي على الحياة، وعلى الله في خلقه.
حرب "نَعْطِيش" جريمة كبرى، لا تغتفر…
وسيكتب التاريخ يومًا: هنا مُنع الماء،
لكن لم تُمنع الكرامة…
وهنا مات الصمت، وولدت الحقيقة.
هذه الافتتاحية نُشرت ضمن أرشيف الجرائم الإنسانية في زمن الحرب – بقلم: زياد فرحان المجالي
للنشر أو إعادة الاقتباس، يُرجى ذكر المصدر وحفظ حقوق الكاتب كاملة.








طباعة
  • المشاهدات: 24918
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-07-2025 07:54 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم