14-07-2025 12:52 PM
بقلم : زياد فرحان المجالي
"أين كنتَ حين فعلتم فعلتكم… والناس في غفلة؟"
أين كنتَ حين فعلتم فعلتكم… والناس في غفلة؟
نشر شمعون شيبس، مدير مكتب نتنياهو السابق، مقالًا في موقع "واللا" الإسرائيلي بعنوان:
"أنا مقاتل صهيوني، محب لإسرائيل… وأشعر بالخجل".
ادّعى فيه أن ما يجري اليوم جعله ينهار أخلاقيًا، ويفقد شعوره بالفخر تجاه الدولة التي نذر عمره للدفاع عنها.
لكن السؤال الكبير الذي يفرض نفسه هنا:
أين كنتَ يا شمعون… عندما كانت آلة الاحتلال تدكُّ غزة؟
أين كان خجلك يوم كنتم تقتلون الأطفال بالنابالم الذكي؟
أين كانت إنسانيتك حين كنتم تُحاصرون شعبًا بأكمله بلا دواء ولا ماء، وتعرضونه لجحيم يومي منذ سنوات؟
أين كنت حين فعلتم فعلتكم… والناس في غفلة، والعالم مُخدّر بصورتكم المزيفة؟
يا شمعون… لسنا بحاجة لاعتراف هشّ من مسؤول سابق لم يعترف إلا حين فقدت دولتكم قدرتها على الكذب البصري.
أن تشعر بالخجل لأنك التقيت بيهود في أمريكا انتقدوك، فهذه ليست صحوة ضمير، بل انكشاف فاضح لعجزكم عن تبرير جريمتكم.
لقد كان بإمكانك أن تقول "لا" في قلب المؤسسة… لا أن تقول "آسف" بعد أن فاض الدم، وانكشف المستور.
إسرائيل التي تبكي صورتها… لا جرائمها
إن ما تبكيه اليوم ليس الحقيقة، بل سقوط القناع.
ما يؤلمكم ليس الدم الفلسطيني، بل سقوط مكانتكم في عيون الإعلام الغربي، والمؤسسات التي طالما صمتت عن فظائعكم.
فجأة، أدركتم أن "الفيلا وسط الغابة" ما هي إلا ثكنةٌ مسلّحة وسط بحر من الألم… وأن العالم بدأ يسألكم:
من أنتم؟ وماذا تفعلون؟
دموعك لا تُعيد الطفل إلى حضن أمه
إن دموعك، يا شمعون، لا تعيد "أماني" إلى أحضان والدها،
ولا تُخرج جثث عائلة "النجار" من تحت الأنقاض،
ولا تعيد "أحمد" من تحت ركام مدرسته في خان يونس.
دموعك لا تُغسل يديك من الدم.
تريدوننا أن نغفر لكم لأنكم شعرتم بالخجل؟
كلا… لن نغفر
ولن نُصدّق خجلكم
إلا إذا عاد الطفل إلى حضن أمه،
وعادت الأرض لأهلها،
وسقط السلاح من أيديكم لا من أيدينا.
في الختام…
أنت تقول "أنا خجلان من إسرائيل".
ونحن نقول لك:
نحن خجلون من عالم صمت على جريمتكم، حتى فاحت رائحتها.
ونقولها لك بالفم الملآن:
أين كنتَ يا شمعون… يوم فعلتم فعلتكم؟
والناس في غفلة، والعالم في سبات؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-07-2025 12:52 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |