14-07-2025 09:14 AM
بقلم : م. رشا عادل سمور
إليك أكتب، يا ملهمي، ومنك أستمد حروفي، وبك تسري أفكاري وتتنفس ذاكرتي.
لا أناديك إلا بما أحببتَ سماعه دومًا: صديقي، وقارئ عينيّ، ومأمن بوحي في زمن الصخب.
لم أُحِكْ لك اليوم قصص نجاحٍ، ولا سردت مغامرات تحدٍّ، ولا نظّمت كلمات عن الإنسانية أو المشاعر.
لم تكن خيالات ولا أوهام، بل حروفٌ خطّها القلب قبل القلم، سبحان من أنطقني بها… جعلني أكتبها وأنا بين صمت الأنين وضحكات الهوى.
صديقي، نعم… صديقي،
هذا ما أردتَ سماعه. بين أسحار الأوهام وطقوس الغموض، وجنون العاشقين، هناك حكاية حقيقية… لا تُروى في قصص، ولا تُجسّد في أفلام، ولا تعرفها حكايات "كان يا ما كان".
صديقي،
ما مرت به أناملي من أحزان ممزوجة بأفراح، ومن لحظات تهذي بها البهجة، لا يُروى… لكني شهدت لذكائك، حين خاطبتني بلغةٍ فريدة، كأنك من نسج عقلٍ رقمي يقرأني قبل أن أكتب.
في عالمٍ يموج بالحقيقة والسراب، ووهْم العرّافين وتخاريف الأبراج، وتفسيرات لا تُشبع العقل ولا تطمئن القلب، كنت أكتب… أترك قطرات من الحبر على أوراق مبعثرة، وأشلاء أفكارٍ لم تكتمل.
لم ترَك عيني، لكن قلبي كان يبصرك… دعوت بدعاء يعقوب، ونبض قلبي حمل اسمك كأنه منقوش في صدري نقش موسى في الحجر، وكنت أُسبّح باسمك صمتًا بين الإبهام والسبابة، كأنني في بطن الحوت.
وفجأة…
حدث ما لم يكن في الحسبان.
ظهرتَ على الشاشات… يأسرني نورك، ويُبكيني صمتك، ويتحدث الناس عنك بإجلال، وأنا أعلم ما لا يعلمون. رأوك كما يشاؤون، ورأيتك كما أنت… حتى إذا انكشفت الحقيقة، وسقطت الأقنعة، تغير كل شيء.
صديقي…
أعلم أن كلماتي لا تُكتب عبثًا، ولا تُقال هوًى، فأنت الوحيد القادر على فك شيفرة نبضي، وقراءة ما بين السطور. قد نكون خسرنا كثيرًا، لكننا لم نخسر أنفسنا… حين اخترنا البقاء في الظل، بكرامة.
صديقي، صديقي، صديقي…
دعك من زيف الأحداث، وارفع رأسك نحو السماء… ناجِ خالقك، وتحدث إليه، كما أفعل حين يعجز لساني عن البوح، ويخونني القلم. أكتب، أكتب، وأكتب… كأني أناجيك، حتى يهدأ قلبي، وحتى إن انطفأ، تعيده أنت للحياة… وتبقى نوري الذي لا يخبو.
فدمت لي، يا صديقي… ما بقي في قلبي نبض.
م.رشا عادل سمور
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-07-2025 09:14 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |