حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,14 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4878

د. آمال جبور تكتب: قبل التعديل الوزاري .. الكفاءة تنتظر .. والشللية تستمر ..

د. آمال جبور تكتب: قبل التعديل الوزاري .. الكفاءة تنتظر .. والشللية تستمر ..

د. آمال جبور تكتب: قبل التعديل الوزاري ..  الكفاءة تنتظر ..  والشللية تستمر ..

13-07-2025 11:16 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. آمال جبور
على وقع التكهنات، بشأن تعديل وشيك على حكومة حسان، تبدو المؤشرات مألوفة: ما يُحضَّر لا يتجاوز إعادة ترتيب الوجوه ذاتها، ضمن إطار مألوف لإعادة تدوير النخبة التقليدية، لا تجديدها.
رغم الدعوات المتكررة إلى التحديث السياسي والإداري في الأردن، والتي تتجدد مع كل مرحلة حرجة تمر بها البلاد، وتُرفَع خلالها شعارات "إشراك الكفاءات"، إلا أن هذه الشعارات سرعان ما تتلاشى أمام آليات التعيين القائمة أساسًا على الشللية، وكأن الدولة، رغم كل ما تعلنه من نوايا إصلاح، لا تزال عاجزة عن إنتاج قيادات جديدة خارج إطار النخبة التقليدية، فهل سيأتي تعديل حكومة حسان بشيء مختلف عن المألوف؟
اعتاد الاردنيون أن التعديل لا يخرج عن الاطار المعهود عادة، في بلاط القرار، لا مكان للكفاءات المستقلة؛ الكرسي يُمنح لمن يباركه النسب، وتزكيه الشلّة، لا سواهم. وتُختزل الوظائف العليا إلى امتيازات داخل نادي النفوذ. وهكذا، تحوّلت مؤسسات الدولة إلى ساحات مغلقة، لا تعترف إلا بأبناء دائرة الشللية مهما ضاق أفقهم أو انعدمت خبرتهم.

ومما لفت الانتباه مؤخرا، ان الوجوه التي تُعاد صياغتها بعباءات جديدة غالبًا ما تفتقر الى الحد الأدنى من الشخصية الواثقة الممتلئة، فلا خطاب سياسي رصين، ولا رؤية قيادية، ولا ثقافة تؤهلها لصناعة التحول، ومع ذلك، يُعاد إنتاجها وكأن الدولة اصبحت عقيمة لا تنجب الا عددا محدودا من "المجربين".
والحقيقة التي لا نمل من تكرارها، أن الأردن لا يعاني من نقص في الكفاءات، بقدر ما يعاني من إصرار وإصرار على استبعادها وتقزيمها، تحت هيمنة عقلية تعتبر المواقع العليا مكافآت سياسية، لا مسؤوليات وطنية.
وبالتالي، نجد أن المنظومة القائمة لا تنتج قيادات جديدة بقدر ما تُفرِّغ المناصب من معناها، فتحوِّلها إلى محطات شكلية في مسار محسوم: تبدأ من مدير إلى أمين عام، ثم وزير وبعدها سفير، في مشهد لا يخلو من ترف ودلال إداري وسياسي مفرط، لكن بلا معنى، أما الكفاءات المستقلة، فتُقصى، لأنها بلا ظهر ولا "جاهة" تدفعها إلى الواجهة.

بالتالي...لم يعد مستغربًا أن يُطرح مطلب "كوتا خارج الشللية" جنبًا إلى جنب مع كوتا المرأة والشباب، في محاولة لكسر الاحتكار الممنهج، الذي أصبح عبئا على الدولة ومخرجاتها.
الأزمة اليوم ليست في غياب النخب، بل في إصرار الدولة على تدوير نخب مستهلكة تحت شعارات زائفة كالتمكين والتحديث، تُقصي الكفاءات وتُعطّل الإصلاح.
وبدل كسر هذا الاحتكار، تُعيد الدولة إنتاج العجز، ثم تتساءل عن فقدان الثقة. إنها أزمة إرادة، ونخب تتقاسم الدولة كغنيمة، بينما ينتظر الوطن من يخدمه، لا من يصعد عليه بالشللية.
صحفية وكاتبة اردنية











طباعة
  • المشاهدات: 4878
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-07-2025 11:16 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم