13-07-2025 10:50 AM
بقلم : د. روزلين تركي العبادي
تحدث لدى النساء خاصة في فترة عمر الأربعين إلى الستين حالة من الإضطراب العاطفي ، تتسم بتدني مستوى السعادة و يطغى عليها حالة من الحزن ، و الإرهاق،و القلق، و عدم الإهتمام بالنشاطات أو العمل أو الأبناء كما كانت سابقًا ، وتأتي هذه الأزمة نتيجة لأسباب عدة كتغير الدور الإجتماعي و العلاقات، والإلتزام بمهام جديدة مثل رعاية الوالدين المسنين، والتزام الأبناء مع عائلاتهم، مما يزيد من الشعور بالوحدة و الفراغ و انعدام المعنى. أضف لما لانخفاض القدرة الجسدية و بدء ظهور علامات الشيخوخة و تقدم العمر، و انقطاع الطمث و التغير في الهرمونات الأثر الكبير في تدني مستويات الطاقة، مما بطبيعة الحال يؤثر سلبًا في المزاج و النوم و الذاكرة و ازدياد الوزن ، و ارتفاع مستوى القلق و فقدان المتعة .
ومن هذه الأسباب التعرض للصدمات كالتقاعد المبكر، و ووفاة عزيز، وفقدان الخصوبة ، و الإنفصال عن الزوج، لذا تحمل هذه الفترة في طياتها اضطرابات عاطفية و تأرجح في ماهية المستجدات يرافقه التفكير في اسئلة عميقة عن الزوج و الحياة المهنية و الندم على الحياة السابقة،ينعكس ذلك على الصحة الجسدية فتشعر بآلام جسدية غير مبررة، والتوتر و الإكتئاب و صعوبة في النوم و الأرق، و الميل للإنطواء و العزلة ، واختلاق المشكلات، و كثرة الإنتقاد و الرغبة الدائمة في الإنفصال عن الزوج و الأبناء.
ولكن كيف يمكنك التعامل مع هذه الأزمة؟ بداية يجب إجراء تقييم ذاتي ، يتمثل في التفكير العميق و عمل التعديلات التي تساعد على التخلص من العلاقات غير السليمة ، و محاولة إنشاء علاقات جديدة، كما يمكنك ممارسة الهوايات و الأنشطة المحفزة للطاقة ، و قضاء بعض الوقت في الهواء و الطبيعة،و المشاركة في الدورات التدريبية و المشاريع الصغيرة ،ولا بد من تناول الغذاء الصحي الغني بالفواكة و البروتين .
و بدوري كإستشارية نفسية أقول أن بداية الطريق تكمن في الإعتراف بالتغيرات التي ترافق المرحلة ،و التقبل و الرضا و عدم الخجل ،و السعي نحو التخفيف من التوتر و الضغط بممارسة تمارين التأمل و التنفس العميق و استخدام أسلوب التخيل، بهدف تحويل التفكير نحو الإيجابية و التقليل من الخسائر النفسية ، و ممارسة الهوايات و تشتيت التفكير و الإبتعاد عن دائرة الصدمة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-07-2025 10:50 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |