حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,13 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7802

المحامي محمد عيد الزعبي يكتب: "مجموعة أبو شباب: حين تُسلّح إسرائيل العصابات لتفكيك غزة"

المحامي محمد عيد الزعبي يكتب: "مجموعة أبو شباب: حين تُسلّح إسرائيل العصابات لتفكيك غزة"

المحامي محمد عيد الزعبي يكتب: "مجموعة أبو شباب: حين تُسلّح إسرائيل العصابات لتفكيك غزة"

13-07-2025 10:45 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي محمد عيد الزعبي
في غزة، كل شيء مرّ من تحت البندقية، إلا الشرف الوطني.
وفي رفح تحديدًا، ظهرت مؤخراً "مجموعة أبو شباب"؛ تشكيلٌ مسلحٌ يُوصف أحيانًا بالمقاوم، وأحيانًا أخرى بـ"العصابة"، لكن الثابت أن دماء الفلسطينيين كانت بين يديه، وسلاحه—بلا خجل—من عدوهم.

مجموعة مسلحة ذات طابع عشائري وماضٍ جنائي، قادها ياسر أبو شباب، الذي لم يكن يومًا جزءًا من بنية المقاومة، بل جاء من الخلفيات الرمادية: التهريب، التسيب الأمني، والولاء لمن يدفع.
ولأن إسرائيل لا تقاوم الصفقات القذرة، رأت فيه فرصةً ذهبيةً لتقويض حماس من الداخل دون أن تُلطّخ أيدي جنودها. سلّحته، وغضّت الطرف عن عملياته، وفتحت له الطرق، وكلّ ذلك تحت ذريعة "خلق قوة مضادة لحماس". ويا لها من ذريعة وضيعة!

تحالف العصابة والمحتل

لم تكن إسرائيل بحاجة إلى جنودها لاقتحام غزة هذه المرة. كان يكفيها أن تضع بضع رشاشات كلاشنكوف في يد هذه الميليشيا، وتتركهم ينهبون، ويسرقون، ويعيثون فسادًا.
وبحسب تقارير موثقة من صحف عالمية كـThe Guardian وAP News، فإن المجموعة تلقت دعمًا مباشرًا بالأسلحة من الاحتلال، في وقت كانت فيه غزة تتضور جوعًا ويُمنع عنها الدواء والغذاء.

أبو شباب نفسه لم ينفِ علاقته بالإسرائيليين، بل صرّح أنهم على تواصل، وأنهم يعرفون تحركاته، بل "يُنسّقون معه". أي خيانةٍ هذه؟ وأي انحدار وصل إليه بعضنا حين تصبح العلاقة مع الاحتلال "شراكة أمنية" ضد أهل غزة؟!

---

وعن علاقتهم بالسلطة الفلسطينية؟

رغم نفي السلطة الفلسطينية الرسمي لأي علاقة بالمجموعة، إلا أن الاتهامات لا تزال تطاردها.
فبعض تقارير الصحافة الدولية تحدثت عن قنوات اتصال غير مباشرة بين المجموعة وبعض عناصر الأمن الوقائي والمخابرات العامة في رام الله، لا بهدف السيطرة، بل لاستغلالهم كورقة ضغط على حماس.

وهنا، يجب أن نكون واضحين: السلطة قد لا تكون موّلت أو سلّحت، لكنها في أحسن الأحوال تغاضت، وفي أسوأها تواطأت بصمتها.
حماس من جانبها تتهمها صراحة، وتعتبر هذه المجموعة "أداة مزدوجة بيد الاحتلال وبعض أجهزة السلطة".

وإذا صح ذلك، فإنها فضيحة وطنية من العيار الثقيل: أن تتعامل السلطة مع المرتزقة لتصفية خصومها، حتى لو كان الثمن دمًا فلسطينيًا.

---

السلطة بريئة.. والمقاومة تتوعّد

الغريب أن بعض الأصوات حاولت تبييض صفحة هذه المجموعة بزعم أنها "حامية للأمن". لكن الوقائع تُكذب: عناصرها سرقوا المساعدات، ابتزوا المدنيين، وشاركوا الاحتلال في التنسيق الأمني، ما يجعل من وجودهم جريمة مركبة.

أما حركة حماس، فقد وضعت يد ياسر أبو شباب على قائمة المطلوبين، وأصدرت أوامر صارمة بتفكيك هذه المليشيا، وبدأت بالفعل بملاحقة عناصرها شرق رفح.

---

حين يصبح السلاح مرتزقًا

المعضلة هنا ليست في أبو شباب وحده، بل في البيئة التي سمحت له أن ينشأ ويتمدّد. في ظل الفوضى، يصبح السلاح ملكًا لمن يشتريه، لا لمن يستحقه.
وفي ظل عجز عربي وتآمر دولي، بات من السهل جدًا أن تجد "عصابة" تتنكر بثياب "مقاومة"، وأن تجد من يبرر لها بحجة "الواقعية السياسية" أو "البيئة القبلية".

لكن من يتاجر بالسلاح لتصفية حسابات مع فصيل فلسطيني، ويستقوي بالاحتلال، فهو ليس مقاومًا، بل مرتزق.
ومن يسرق مساعدات النازحين، ليس من أبناء غزة، بل من سفلتها.

---

خاتمة: غزة تُحاصر من الداخل

ربما أخطر ما في هذه القصة ليس أبو شباب ذاته، بل الرسالة التي تحملها: إذا لم تنتبه المقاومة، وتُعيد هيكلة أمنها الداخلي، فستفتح الأبواب لمزيد من "المرتزقة" الذين يستثمرون في الانقسام ويخدمون العدو بأسمائنا وأسلحتنا.

غزة لا تنهار تحت ضربات الطائرات فقط، بل تنهار أيضًا عندما يُصبح الخائن "من أبناء جلدتنا"، ويُعامل كطرف في المعادلة.

وغزة، إن خُذلت من داخلها، فلن تنقذها صواريخ الخارج.


بقلم: المدعي العام المتقاعد المحامي محمد عيد الزعبي











طباعة
  • المشاهدات: 7802
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-07-2025 10:45 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم