12-07-2025 03:29 PM
بقلم : فهد خشمان الخالدي
(إن دراسة التاريخ تُتيح لنا إمكانية التنبؤ بالمستقبل، فالتاريخ يُعيد نفسه لأنَّ هؤلاء الذين يقفون وراء حركة الثورة العالمية لا يغيّرون خططهم الطويلة المدى، بل يحوّرون في سياساتهم لتلائم الظروف المعاصرة، ويعدّلون في خططهم للحصول على أكبر قدر ممكن من الفائدة من تقدم العلوم الحديثة) ..! هذه الفقرة مأخوذة من كتاب (أحجارٌ على رُقعةِ الشَطَرَنج) للكاتب ضابط المخابرات البريطانية (وليام جاي كار)، الذي فضح بهذا الكتاب مؤامرات الحركة الصهيونية حول العالم، للدرجة التي تم تصنيف هذا الكتاب على أنه من أهم مائة كتاب خلال آخر مائة سنة رغم مرور عقود على كتابته، هذا الكتاب الذي أغتيل كاتبه وزوجته وأولاده بعد كتابته بفترة وجيزة على أيد جماعة يُعتقد أنها صهيونية.
لقد قرأت الكتاب مرتين، وفي كل مرة أتساءل بالقول أين نحن من كل هذا ..!؟ وأين نحن من هذا الذي يُحاك حول العالم سرًا وجهرًا ..!؟ أتساءل حتى أصل إلى الدرجة التي أقتنع بها أن الحركة الصهيونية العالمية تتحكم بكل مفاصل الحياة المبنية على سياسات الدول الكبرى ..! وإلى الدرجة التي أقتنع بها أن كل زعماء هذه الدول ينصاعون لهذه الحركة ..! فلا حرية لهم إلا ضمن نطاق مسموح به ..! ولا قرار لهم إلا وفق نهج يتماهى مع نهج هذه الحركة ..! فيمتدّ هذا التأثير حُكمًا لكل ما يدور في فُلك هذه الدول، والقرارات المتعلقة بها وبشعوبها ..!.
يُبين لنا هذا الكتاب أن كل الفوضى التي نراها حولنا هي نتاج مؤامرة صهيونية مقيتة هدفها النهائي إشعال حرب عالمية ثالثة ما بين اليهود (ومن ناصرهم) من جهة، وبين المسلمين من جهة أخرى، نتيجة النزاع الذي يثيره اليهود بين الصهيونية السياسية والعالم الإسلامي، ويقضي المخطط المرسوم بأن تُقاد هذه الحرب وتُوجه لتحطيم العالم العربي والإسلام تبعًا لذلك من قِبل القوى الخفيّة التي يُقصد بها اليهود بطبيعة الحال.
كل جزئية من هذا الكتاب تقول لك أن كل شيء مخطط له، إبتداءً من الثورة الانجليزية والفرنسية والأمريكية والروسية والحرب العالمية الأولى والثانية وإنتهاءً بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي كانت مقدمة لاِكذوبة محاربة الإرهاب (ويقصدون بذلك ما يسمونه الإرهاب الإسلامي)، كنتيجة لغباء جماعة ضالّة ومضلّة (تدّعي أنها إسلامية) وقعت في براثن مخطط صهيوني غايته القضاء على كل امتداد للدين الإسلامي، فصدّقت هذه الجماعة أنها قادرة على خطف وتسيير بضع طائرات والسيطرة عليها بمجموعة من السكاكين بهذه السهولة وبهذه السذاجة ..! فكانت النتائج بعد ذلك السيطرة على أركان ومقدرات العديد من الدول العربية المحيطة وغير المحيطة بالكيان الصهيوني حمايةً له ..! وكذلك استباحة عالمية للقتل والتدمير لكل دولة يُعتقد أن هذه الجماعة لها صلة بها بأي شكل من الأشكال كنتيجة أخرى ..!، وقد ينسحب هذا النهج لديهم على أحداث السابع من اكتوبر، مع إختلاف نهج الجماعة المقاومة التي تدافع عن الدين والأرض والإنسان، ومع اختلاف الطريقة وعدم توقع النتائج اللاحقة لكل من الطرفين ..!. وهذا النهج القبيح بالتفكير يدل عليه الخطاب السري للحاخام الأكبر (إيمانويل رابينوفيتش) الذي أذاعه وفضحه الكاتب (وليام جاي كار) حيث تضمن فقرة غاية في الخطورة تقول (وقد تكون التضحية جسيمة ببضعة آلاف من أفراد شعبنا نعمل نحن بذاتنا على إبادتهم لإلصاق التهمة بغيرنا، قد تكون تضحية جسيمة ولكننا يجب ألا نقيم وزنًا لأية تضحية كبيرة كانت أو صغيرة في سبيل هدفنا النهائي وهو السيادة على العالم) ..! وهذا يعني رخص الدم اليهودي لديهم (على عكس ما نعتقد) إن كان يقابل هذا الأمر هدف أكبر ..! حتى وإن كانت الوسيلة إحراق ملايين اليهود مثلًا على يد القائد النازي (هتلر) -على افتراض حدوث المحرقة- مقابل الوصول إلى وطن يجمع شتاتهم على أرض فلسطين من قبيل تكفير العالم عن فعلته بترك اليهود يُحرقون بهذه الصورة البشعة (هكذا يُفكرون).
لا ينبغي لنا كعالم إسلامي أن ننظر لأنفسنا على أننا جزء مستقل بعيد عن هذا العالم، ولا أن نكون جزء تابع بلا كيان ..! فكل حدث يدور حولنا لنا منه الحصة الأكبر من التخطيط (إن لم يكن كله) ..! وهذا يدفعنا إلى ضرورة الوعي بما يدور حولنا وأهدافه وتوقع نتائجه، يدفعنا إلى ضرورة أن يكون لنا وجود في هذا العالم الذي تحكمه القوة، فنحن أهل النهج الصحيح النابع من توجيه ربّاني مبني على قيم ثابتة وتوجّه سليم بوسائل مشروعة وغاية نقيّة، إننا نمتلك مقومات كل ذلك، إلا أننا لا نريد حتى على أن نُقنّع أنفسنا بأننا أقوياء وأصحاب حق.
(فهد خشمان الخالدي)
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-07-2025 03:29 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |