سرايا - فيما يشهد الصيام المتقطّع رواجاً واسعاً بين المشاهير مثل جنيفر أنيستون وكريس برات وكورتني كارداشيان، يتّجه بعض الباحثين اليوم نحو شكل أكثر تطرفاً من الصيام، ألا وهو الامتناع التام عن الأكل ليوم كامل أو أكثر، فيما يُعرف بالصيام المطوّل.

الدكتور كريس رودس، اختصاصي الكيمياء الحيوية التغذوية والرئيس التنفيذي لشركة Mimio Health، يرى أنّ السحر الحقيقي يبدأ بعد مرور 36 ساعة من التوقف عن تناول الطعام. ففي هذه المرحلة، تستنفد مخازن الغلوكوجين تماماً، وتدخل عملية التحلل الذاتي (autophagy) حيّز التنفيذ، وهي آلية تنظيف وإعادة تدوير خلوية يُعتقد أنها تؤخر الشيخوخة وتقلل من الالتهاب وتحفّز المناعة.


ويشرح رودس: "عند دخول الجسم في حالة الكيتوزية، يبدأ في حرق الدهون بدلاً من السكر، ما يحسّن من حساسية الإنسولين ويخفض ضغط الدم ويمنح الدماغ دفعة من النشاط".

ورغم أن الصيام القصير، مثل تجاوز وجبة الفطور أو تناول وجبة واحدة يومياً، له بعض الفوائد، إلا أنّ رودس يؤكّد أن "الفوائد العميقة لا تبدأ فعلياً إلا بعد اليوم الأول من الصيام".

لكن التحذيرات قائمة، إذ ينصح بعدم تجاوز 72 ساعة من الصيام دون إشراف طبي، لأن الجسم قد يدخل في مرحلة "تجويع حقيقي" تُضعف وظائفه الحيوية.


من جهته، أشار الدكتور كريستوفر تشوي، اختصاصي السمنة، إلى أن الصيام بالتناوب والصيام المطوّل يحملان فوائد صحية مثبتة مثل تقليل الوزن وتحسين مؤشرات الأيض، لكنه حذّر من مخاطره، خاصة لمرضى السكري، والحوامل، أو من يعانون من اضطرابات غذائية أو هرمونية.

أما بالنسبة للخطوة الأولى؟ يقترح رودس البدء بتخطي وجبة الفطور، ثم التدرج نحو الصيام 16 ساعة، قبل الانتقال إلى صيام يوم كامل. وكما يقول: "الأمر ليس سهلاً، لكنه تجربة قادرة على كسر المفاهيم المجتمعية الراسخة حول الجوع والأكل".

• إقرأ أيضاً : الواقع الافتراضي في خدمة الصحة النفسية .. ابتكار روسي يعزز التفاعل العلاجي
• إقرأ أيضاً : هل تشكل مصابيح تجفيف طلاء الأظافر خطرا على الصحة حقا؟
• إقرأ أيضاً : طريقة جديدة للوقاية من تطور الحساسية الغذائية لدى الأطفال