08-07-2025 08:32 AM
بقلم : نضال أنور المجالي
بقلوب يملؤها الألم وتعتصرها الحسرة، ننعى اليوم الطفل "عرب محمد الهيطلي الخالدي"، الذي ودع دنيانا بعد سنوات قضاها بين أنياب المعاناة، ليصبح في جوار ربه.
هل تعرفون من هو عرب حقًا؟
عرب، يا من بيده القرار، هو طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة. طفل لم يطلب سوى الأمل في حياة كريمة، حلم بآذان صاغية وقلوب رحيمة تلتفت لمعاناته. والده، ذلك الأب الذي أثقلته الهموم، لم يترك بابًا إلا وطرقه، ولم يبقِ على منصة أو موقع إلا واستخدمه، مناشدًا كل مسؤول في هذا الوطن وكل صاحب خير. كان جلّ ما يطلبه هو تأمين العلاج اللازم لابنه وتوفير كرسي متحرك يخفف عنه وطأة عجزه ويمنحه بصيصًا من الحرية.
لكن، ويا للمرارة، لم يستجب أحد! لم يكترث لمناشداته المتكررة قلب مسؤول، ولم تحرك الوعود المعلقة ضمير أحد. لقد رحل عرب اليوم، بعد أن قضى سنوات طويلة وهو يتجرع مرارة الألم بصمت، سنوات كان يتوق فيها إلى نظرة عطف، إلى يد تمتد بالمساعدة.
رحل عرب، وترك خلفه أسئلة موجعة تتردد أصداؤها في أرجاء الوطن: أين كانت أيادي العون التي طالما تغنيتم بها؟ أين تبخرت الوعود التي ملأتم بها الآذان؟ هل كانت مناشدات هذا الأب المكلوم مجرد صرخات تذهب أدراج الرياح؟
إن رحيل عرب ليس مجرد خبر عابر، بل هو صرخة مدوية توقظ الضمائر الغافلة لأصحاب القرار. إنه تذكير قاسٍ بمسؤوليتهم الكبرى تجاه كل مواطن، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا وعوزًا. كل طفل مثل عرب هو أمانة في أعناقكم، وكل مناشدة هي واجب مقدس يفرض عليكم الاستجابة الفورية.
لا حول ولا قوة إلا بالله. إنا لله وإنا إليه راجعون.
ليكن رحيل عرب نقطة تحول، وجرس إنذار يدق بعنف في آذان كل من بيده سلطة اتخاذ القرار. فلتكن قصته محفزًا للتحرك، لضمان ألا نفقد "عربًا" آخر بسبب الإهمال والتقاعس.
حفظ الله الاردن والهاشمين
نضال انور المجالي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-07-2025 08:32 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |