07-07-2025 01:32 PM
سرايا - في عالم كرة القدم، هناك نجوم سطعوا لبرهة ثم خفت بريقهم، وآخرون صنعوا المجد وتركوا إرثا خالدا. لكن قليلون فقط كانوا مثل ريفالدو؛ رجل من الأحياء الفقيرة، فنان على العشب الأخضر، وأحيانا محتال لا يخشى التلاعب بأعصاب الجماهير والحكام معا.
ولد ريفالدو في حي باوليستا الفقير بالبرازيل، حيث اعتاد بيع العصائر والحلويات على الشاطئ ليساعد عائلته.
لم يكن طريقه إلى المجد بالسهل؛ ففي سن 15 عاما، صدمته الحياة حين فقد والده في حادث مروع، لكنه سار عشرات الأميال يوميا ليتدرب، متحديا الحزن والفقر.
أكسبت تلك الحياة الشاقة ريفالدو لاحقا صلابة صنعت منه نجما في ديبورتيفو لاكورونيا، حيث هز الشباك 21 مرة في موسم وحيد، ما دفع السير بوبي روبسون لإحضاره إلى برشلونة.
أعظم فصول ريفالدو
مع العملاق الكتالوني، خط ريفالدو أعظم فصول مسيرته. في موسمه الأول سجل 19 هدفا، وأهدى برشلونة الثنائية المحلية ثم تُوّج بالكرة الذهبية، بعد موسم أسطوري آخر سجل فيه 24 هدفا.
لكن حتى وهو يعتلي القمم، ظل البرازيليون يرون ريفالدو غريبا، فقد حملوه مسؤولية الخروج المذل من أولمبياد أتلانتا، ورأوا أنه يضع برشلونة قبل السيليساو.
غير أن المجد عاد ليطرق بابه بقوة في ليلة 2001 الأسطورية ضد فالنسيا. حينها كان برشلونة يواجه خطر الغياب عن دوري الأبطال، فتقدّم ريفالدو بهدف رائع من ركلة حرة، ثم صاروخ من خارج المنطقة. تعادل فالنسيا مرتين، حتى جاءت اللحظة التي لا تنسى.
في الدقيقة 89، استقبل ريفالدو تمريرة فرانك دي بور بصدره، وبدلا من تسديدها مباشرة، أطلق جسده في الهواء ليسجل مقصية خالدة وضعت كامب نو في حالة هيستيريا. في تلك الليلة، صعد ريفالدو إلى مصاف أساطير النادي.
المشهد الأسوأ بمسيرة ريفالدو
لكن مسيرة ريفالدو لم تخلُ من المشاكل، ففي كأس العالم 2002، ساعد البرازيل على حصد اللقب بأداء مبهر سجل فيه 8 أهداف بالتصفيات وأبدع في النهائيات.
إلا أن لحظة تمثيله الفاضحة ضد تركيا، حين أمسك بوجهه بعد أن ارتطمت الكرة بساقه، كلّفته غرامة وشوهت صورته في ملحمة كان ينبغي أن تكون نقية.
وبعد انتهاء حقبة ريفالدو مع برشلونة، فشل في ترك بصمة مع ميلان في الدوري الإيطالي الصارم، ورفض عرضا مغريا من بولتون ليختار أولمبياكوس. واستمرت رحلته متنقلا حتى اعتزل في عمر 43 عاما، ومع ذلك فإن ذروة إبداعه لم تتجاوز 5 أعوام، لكنها كانت سنوات ساحرة.
لم يكن ريفالدو الأكثر كاريزما مثل بيكهام أو رونالدو، ولم يكن دبلوماسيا مع الإعلام، فبقي "الرجل الغريب"، لكن في كرة القدم، يُحكم عليك بما تصنعه بقدميك، وريفالدو امتلك قدما يسرى جعلت من الركلات المقصية فنا، وحوّلت المباريات الكبرى إلى معارض شخصية لعبقريته.
بين عبقريته ومكره، يبقى ريفالدو ظاهرة كروية خالدة، جمع المجد والجدل في آنٍ، لكنه فوق كل ذلك، كان ساحرا لا مثيل له، يفرض عليك أن تحبس أنفاسك كلما لامست قدماه الكرة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-07-2025 01:32 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |