حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,30 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3802

مكرم أحمد الطراونة يكتب: لنتحدث بصراحة .. كيف يجدر النظر لإيران؟!

مكرم أحمد الطراونة يكتب: لنتحدث بصراحة .. كيف يجدر النظر لإيران؟!

مكرم أحمد الطراونة يكتب: لنتحدث بصراحة ..  كيف يجدر النظر لإيران؟!

29-06-2025 08:49 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : مكرم أحمد الطراونة
في العام 2015، نشرت مجلة "ذي وويك"، رسما كاريكاتوريا لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في السرير مع العم سام، في إشارة، فهمها كثير من القراء على أنها تعني أن كلا الجانبين منخرطين في قتال تنظيم "داعش" الإرهابي. لكن المعنى الحقيقي للرسم يتعدى ذلك كثيرا، نحو تفاصيل معقدة من علاقة عضوية حكمت الجانبين، كانا خلالها، وفي كثير من الأحيان، يشكلان فريقا واحدا يعمل للهدف نفسه، تقريبا.


واحد من أوجه التعاون المبكر جاء بأعقاب إخراج الجيش العراقي من الكويت، عندما أشعلت إيران والموالون لها ما عرف باسم "انتفاضة 1991"، في محافظات الجنوب العراقي، تبعتها انتفاضة أخرى مشابهة في مدن الشمال الكردية، وذلك بعد وقت قصير من خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش الأب، ودعوته العراقيين إلى الثورة والإطاحة بحكم الرئيس العراقي صدام حسين.

كانت إيران تقف خلف الأحداث، بتحريكها أحزابا وجهات موالية لها ولدمشق، مثل حزب الدعوة والحزب الشيوعي وحزب البعث المنشق الموالي لسورية، وغيرها. لكن الأحداث فشلت بإسقاط نظام صدام حسين، وكان لا بد لطهران أن تنتظر 12 عاما لتمهد لها واشنطن الطريق من جديد للنجاح بمسعاها. بعدها، رأت طهران الفرصة سانحة لمد نفوذها الحقيقي إلى دول أخرى عن طريق سيطرتها على الجغرافيا العراقية، فامتد نفوذها إلى دمشق، لتشكل ما يشبه "الأوتوستراد" النافذ من طهران إلى بيروت.
هيمنت طهران على دمشق، ووجهت الأسد بإغراق العراق بمقاتلي القاعدة والفصائل الدينية الأخرى، لإثارة أكبر قدر من عدم الاستقرار في الجارة الشرقية، لتسريع سحب واشنطن جنودها منه. في نوفمبر 2009، اتهم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، سورية، بدعم منفدي تفجيرات دموية في بغداد، مطالبا بإيقاف "تصدير القتلة والإرهابيين"، بل وحذر من أن الذين يحتضنون المجرمين سيدفعون الثمن، وهو ما حدث بالفعل لنظام الأسد. لكن الأمر لم يكن في يد الأسد، فقد كانت إيران صاحبة القرار في بلده.
في فترة لاحقة، سيحاول الأسد "مقاومة" النفوذ الإيراني في بلده، خصوصا بالاستناد إلى القوة الروسية التي استقدمها هي الأخرى لقمع شعبه وإنقاذ نظامه، لكن الأمر سيكون قد فات على ذلك، فإيران تغلغلت عميقا في جميع مفاصل الدولة والبلد والنسيج المجتمعي، وكان قاسم سليماني ينثر الموت والدمار في كامل أرجاء سورية وهو يقود بشكل مباشر الفرقة الآلية الرابعة السورية، ومقاتلي حزب الله اللبناني، وحركة النجباء، وكتائب حزب الله العراقية، ولواء أبو فضل العباس، وفرقة "الفاطميون"، فنفذ احتلالا دينيا، و"هندس" التغيير الديموغرافي فيها، باستقدام عشرات آلاف المرتزقة من الطائفة الشيعية من أفغانستان وباكستان وغيرها، منحوا الجنسية السورية، وسكنوا بيوت أهل البلد الأصليين بعد قتلهم أو طردهم بالقوة.
خلال تلك الفترة، عانى الأردن كثيرا من محاولات الاختراق، ولم يخف سليماني رغبته بـ"السيطرة" على عمان، فتم توجيه آلاف الإرهابيين ومهربي المخدرات والسلاح إلى الحدود الأردنية، لكن القوات المسلحة استطاعت التعامل مع الأمر بحرفية واقتدار.
معظم الأردنيين وجيرانهم السوريين وقسم كبير من العراقيين، يعتبرون إيران نظاما إرهابيا تسبب بإزهاق ملايين الأرواح في المنطقة لإنجاح مشروعه التوسعي على حسابنا. لكن، "تجارته" بالقضية الفلسطينية هي فقط لذر الرماد في العيون. ورغم هذه الحقائق التي لا يمكن دحضها، فكثير منها موثق بمراجع ثابتة لمن يريد أن يتثبت منها، ما يزال هناك قسم من الأردنيين يعتبر إيران دولة تريد الانتصار لقضايانا!
وجهات النظر المتضادة هذه، لا تخلق انسجاما مجتمعيا، بل وتهدد الأمن والسلم المجتمعيين، وتضع الأردنيين في مواجهة بعضهم بعضا، فإذا كان الوطن هو ما يوجب الاصطفاف في حالات التهديد الوجودي، فلماذا إذن هناك من لا يكترث بهذا التهديد، ومن الممكن أن يمنح لأي جهة أو جماعة أولوية على مصالح بلده.


الغد











طباعة
  • المشاهدات: 3802
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-06-2025 08:49 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم