27-06-2025 12:37 PM
بقلم : حاتم القرعان
في الأردن تتكاثر الأحلام وتولد من رحم المحبة التي نحملها لهذا الوطن في كل خطوة نخطوها وفي كل بقعة نغادرها فالوطن يعيش فينا أكثر مما نعيش فيه نحمله في حقائب السفر ونودعه على أبواب المطارات ونسترجعه في وجوه غربتنا لأن حب الأردن ليس صدفة بل قدر نختاره ونسكنه ويسكننا .
جرش كانت دائمًا مدينة حاضرة في ذاكرة الأرض مدينة لا تزال تروي قصص المجد وتحمل عبق التاريخ على جبينها مدينة لا تشيخ ولا تنكسر بل تنتظر أن تنتصر تنتظر من ينصفها ومن يراها بعين الحلم لا بعين النسيان .
الأستاذ هاشم الخالدي حين يتحدث عن جرش لا يتحدث عن آثار بل عن آمال لا يرسم صورة رومانية فقط بل يكتب مستقبلًا ممكنًا يرى في حجارتها مرآة لنهضة يرى في شوارعها المتهالكة نداء صامتًا للإنصاف يرى في شبابها العاطلين مشروع طاقات تبحث عن فرصة يرى في كل زاوية منها مدينة تستحق أن تُبعث من جديد .
جرش مدينة جمعت بين التاريخ والجمال لكنها بقيت في الصفوف الخلفية حين يتعلق الأمر بالدعم الرسمي رغم أنها تستقبل الزوار من مختلف أنحاء العالم وتمنح الوطن وجهًا مشرقًا إلا أن البنية التحتية ما تزال عاجزة والخدمات السياحية متواضعة والدعم غائب والتسويق عشوائي .
في زمن ترتفع فيه إيرادات السياحة إلى أرقام عالية من الغريب أن لا يُخصص جزء منها لتنمية المدن السياحية مثل جرش التي تستحق أن يُعاد النظر في حالها وأن يُضخ في شرايينها ما ينعشها ويعيد إليها نبضها الطبيعي .
المنصات الإعلامية اليوم تتغنى بإنجازات كبرى لكنها في كثير من الأحيان تتجاهل واقع المدن التي تصنع هوية الوطن وجرش واحدة من هذه المدن التي تحتاج إلى خطة لا إلى خطاب وإلى تنفيذ لا إلى تأجيل .
أهل جرش يستحقون أكثر مما يُمنح لهم فهم أصحاب الأرض وورثة المجد يحملون في صدورهم حبًا لا يُشترى ويعيشون بكرامة رغم الظروف الصعبة شبابهم يحلمون بالعمل والتقدم والمساهمة في بناء وطنهم لكن اليد ممدودة دون أن تلتقطها الدولة بما يكفي من العدل والاهتمام .
حلم الأستاذ هاشم ليس حلم فرد بل هو لسان حال كل من يعرف ماذا تعني جرش وماذا يمكن أن تصبح عليه متى ما قررت الحكومة أن تنتصر لها أن تسمع صوتها أن تراها مدينة حية لا موقعًا أثريًا فقط .
جرش إذا أُعطيت حقها ستكون درة السياحة في الأردن ستكون المدرسة المفتوحة على التاريخ والمستقبل معًا ستكون المعبر الحضاري الذي يربط الإنسان بالمكان ويعيد للتنمية معناها الحقيقي .
نحن لا نطلب معجزة بل إنصافًا لا نريد خطبًا بل قرارًا لا نبحث عن مجد وهمي بل عن عدالة تبدأ من جرش وتمتد إلى كل مدينة أردنية تحمل في وجدانها حكاية شعب لا ييأس ولا يستسلم .
في الختام جرش لا تنتظر شفقة بل تنتظر شراكة تنتظر وفاء من وطن لطالما أعطته أجمل ما يملك فهل نمنحها ما تستحق .
بقلم حاتم القرعان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-06-2025 12:37 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |