بقلم : د.محمود الحبيس

رسالة الى فخامة السيد دونالد ترامب المحترم رئيس الولايات المتحدة الامريكية 

بواسطة السيد سفير سفارة الولايات المتحدة الامريكية في عمان

تحية وبعد،

يسعدني ان اخاطبكم كمواطن اردني ، ومن منطقة وادي الاردن ومن بلدة داميا التي هجرها اهلها بتداعيات حرب عام 1967 وما تلى ذلك من اعوام حيث استمرت العمليات الحربية ، فكانت طفولتنا البائسة والحزينة وعنوانها : الخوف من الطيران والمدافع الاسرئيلية التي تطلق نيرانها علينا ليل نهار فليس لنا طفولة حقيقية ، ولكن عزيمة الاهل ان يكون لنا حقنا من التعليم وسط النيران في سنوات عدم الاستقرار الامني .

أنه لمن دواعي سعادتي ان اخاطبكم كرئيس اعظم دولة في العالم وتهيمن على القرارات الاقتصادية والسياسية الدولية ، وانظر الى شخصكم الكريم انكم تتحدثون بوضوح وصراحة وتحددون أهدافكم لتحقيق النتائج التي ترغبونها بدقة، وهذه صفات القيادة الفاعلة المؤثرة.ونعلم انكم تؤثرون في العالم ضمن قرارات مثيرة للجدل لكن هي ادارة نحترمها لتحقيق مصلحة الولايات المتحدة الامريكية.

وحيث انني شخص اقتصادي تنموي ، فأن تركيزكم على الاقتصاد ، وليس الحروب والقتل والتدمير وذلك في سبيل تعزيز اقتصاد الدولة وخلق الوظائف ، ولعلي في شخصيتكم انكم لا تشربون الكحول ولا التدخين أو تعاطي المخدرات والتي لها على شخصيتكم الطموحة بالقدر العالي من الثقة بالنفس وتأثيركم الاستثنائي على النظام العالمي ، واتخاذ قرارات من الاعلى الى الاسفل بأقرار الاندفاعية لمواجهة التهديدات والتحديات و دون انتظار المزيد من الدراسات والتعامل مع العالم الخارجي من منطق الصفقات.

والبحث عن المكاسب وهو الاسلوب الذي نجح معكم . وانا هنا احترم هذا النمط من القيادة بالكف عن الحروب والمساهمة في الانتاجية بناء على بناء استثمارات لايجاد المشاريع التي تخدم الشباب بالعمل وابعادهم عن حزمة الامراض الاجتماعية مثل التعاطي والمخدرات وجرائم الاغتصاب والسرقة والاحتيال .

اما وقد انتهت الحرب الايرانية – الاسرائيلية ولعلي استشهد بعدد من اصدقائي عندما قلت لهم ان الرئيس ترامب سوف ينهي الحرب كما يخطط لها ، وهذا ما حصل .
السيد الرئيس المحترم ،
في السجون الاسرائيلية العدد الكبير من المعتقلات الفلسطينيات والاطفال ،وكبار السن ، بينهم أمهات وزوجات وحوامل ومن ذوي الإحتياجات الخاصة والقاصرات والطاعنات في العمر ومنهن من له سنوات في الاعتقال بالسجون الاسرائيلية سواء معتقلات اداري او بناء على محاكمات ، وبعضهن يضربن عن الطعام لسؤ الاحوال في السجون وواقع مريرصعب داخل السجون الاسرائيلية .
التعذيب للنساء والاطفال يتخذ انواع مختلفة كالتعذيب الجسدي والنفسي والعزل عن العالم الخارجي حيث بلا أجهزة تلفاز وراديو او مطالعة الصحف وتقليل كميات الطعام ومنع زيارة الاهل والنقص في الملابس والأغطية ومواد التنظيف وقيود على الحركة والاستحمام ، اضافة الى الضرب والتعذيب وتقييد الايدي والارجل وتعصيب العيون وتشتيت السجناء بتوزيعهم بسجون بعيدة عن مكان اقامة الاهل .

السيد الرئيس المحترم،
لا توجد دولة في العالم يتم فيها ما تتعرض له النساء والاطفال وكبار السن الفلسطينيين وفي غزة ، والمؤسف ان منظمات حقوق الانسان والامم المتحدة وحتى الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي تراقب وتدين وتستنكر الممارسات الاسرائيلية تلك . فهل يقبل السيد الرئيس تلك الممارسات ؟؟.
ان من ابسط حقوق الطفولة ان يجد اطفل الحنان والرعاية من والدته لتتطور المتلازمة مع تقدمه بالعمر ولا ان تتشكل سلبيات مع نموه وتتغذى باشكال عدوانية ، وايضا الام الركيزة بالبيت بتأثيرها العاطفي في تأمين تلبية احتاجات اسرتها مثلها مثل اي أم في العالم ، وكذلك البنات المحتجزات في السجون ، ولقد وجدنا في توجيهات المنظمات الدولية المعنية بحقوق الاسرة اساسا لنطبقه ايضا في اسرة كل واحد منا ..فلماذا لا نجد تطبيق ذلك في انهاء معاناة المرأة الفلسطينية والطفل وكبار السن في الاسرة الفلسطينية ؟؟ .
من منطق انكم تمنحون اسرائيل دعما مطلقا وحيث نعلم ان شخصيتكم المؤثرة قادرة على انهاء الوضع المأسوي في تلك السجون الاسرائيلية ، ونعلم انكم الاقدر على انهاء المعاناة ولذا رسالتي الى السيد رئيس الولايات المتحدة الامريكية برجاء استخدام نفوذكم مع المسؤولين الاسرائيليين الى تنظيف السجون من النساء والاطفال وكبار السن الفلسطينيين لممارسة حياتهم الانسانية وايضا وقف اعمال التدمير وهدم البيوت ، فنحن في القرن 21 حيث احترام انسانية الانسان .وفي ذلك تعزيز لبناء علاقات طيبة في المجتمع الاسرائيلي والفلسطيني ، والاجمل ان تتجه السلطات الاسرائيلية لبناء شراكات فاعلة مع المجتمع الفلسطيني بمحبة وليس الاساءة والحقد .
مع الاحترام والتقدير.
الدكتور محمود الحبيس
اكاديمي
Prof.Dr. Mahmoud .A.AL-Habees AL- Abadi