11-06-2025 02:58 PM
بقلم : محمد يونس العبادي
من ملامح زمان الشريف الحسين، الوثيقة التي تنقل إلينا بيعة أهل سوريا الكبرى في تشرين الأول عام 1918م، حين استقبلهم ضمن وفدٍ من عموم البلاد في مكة المكرمة.
يقول الشريف الحسين في كلمة تحمل دلالات ما نهض به لأجل العرب وعمرانهم، "إنه ما دام السوريون حملوني هذا العبء الثقيل فقد وجب عليهم أنّ يعينوني على ما فيه راحة البلاد وسعادتها ورفاهها لا سيما وهم أبناؤها وأعرف الناس بما يلزم لها من الحاجيات، وهم الأجدر بتولي أمورها.."، وهذا الحديث يشرح النظرة الشمولية للنهضة التي سعت إلى أنّ يأخذ أهل البلاد دورهم في إدارة شؤونهم.
ومن تعابير فكر النهضة، أنه حاول تجاوز العصبيات والمذاهب الدينية لتصوغ العروبة الهوية، وهي ما نقرأه في قوله " وإني ذكرت أبناء سوريا الكبرى فلا أفرق بين أحد منهم بمذهب أو غيره بل كلهم في نظري سواء لأن وحدة القومية هي جامعة التفاهم"، ما بناه الحسين بن علي من خطابٍ عروبي هو إرثٍ ما زال صالحاً للتغلب على ما نواجهه اليوم – خاصة كعرب مشرقيين- من نوازلٍ أتت على كثير من عمراننا.
وفي شهادة (أو وثيقة) أخرى نقرأ ما قالته صحيفة اليرموك الصادرة بفلسطين عن الحسين بن علي في أواخر أيامه، بقولها "وإنّ في حياة الحسين لعبرة للمعتبرين، وأنّ الذكريات الخالدة لتعاود الأذهان كلما رددت الألسنة اسمه، فهو أول من سلك السبيل القويم لاستقلال العرب فدفع أبناء قومه إلى ميادين القتال .. وقال لهم دونكم ساحات الوغى بيعوا أنفسكم رخيصة، فلن تنالوا الحرية إلّا إذا فديتموها بالدم والمهج".
وواصلت الصحفية شهادتها على مشاعر العرب التي تركها الحسين بن علي، بقولها "فالثورة العربية الأولى رغم فقدان ثمرتها قد تركت في النفوس أثراً لا يمحى وكانت الأساس العملي لطموح العرب وآمالهم باستعادة عزتهم ودولتهم ..".
إنّ سيرة الحسين بن علي، وإرثه أسسا لخطابٍ قويمٍ مفرداته ما زالت تجري على ألسن المخلصين، والوفاء لهذا الإرث إخلاص لمّا حمله الحسين وجند النهضة من مبادئ ما زالت حية .. عبارتيها: العروبة وفلسطين.
وتبقى ذكرى الثورة العربية الكبرى التي تمر هذه الأيام هي النهضة العربية الأولى التي جاءت بعد نحو سبعمئة عام من غياب العرب عن مسرح التاريخ ومحو العروبة عن المشهد السياسي العالمي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-06-2025 02:58 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |