حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,13 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6430

محمد بسام القرالة يكتب: منذ الجلوس وحتى اليوم… الوطن ثابت والراية لا تُنَكس

محمد بسام القرالة يكتب: منذ الجلوس وحتى اليوم… الوطن ثابت والراية لا تُنَكس

محمد بسام القرالة يكتب: منذ الجلوس وحتى اليوم… الوطن ثابت والراية لا تُنَكس

11-06-2025 10:53 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد بسام القرالة
في تاريخ الشعوب، هناك لحظات لا تُقاس بالزمن، بل بما أحدثته من أثر وما حملته من رمزية. وعيد الجلوس الملكي هو إحدى هذه اللحظات التي لا تمر مرور التواريخ، بل تحلّ في وجدان الأردنيين كرمزٍ للثبات والشرعية والبيعة المتجددة.



في هذا اليوم من عام 1999، لم يعتلِ جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين العرش فقط، بل ارتقى الأردنيون جميعًا إلى عهد جديد من المسؤولية والبصيرة، عهدٍ يقوم على الكرامة الوطنية، والقرار المستقل، والسيادة التي لا تُمس. لم يكن ذلك اليوم مجرد انتقال سلطوي بين جيلين، بل كان انتقالًا بين رؤيتين: واحدة أرساها الحسين طيب الله ثراه، وأخرى حملها عبد الله الثاني بثقة واقتدار



منذ أن تسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية، وضع الأردن في قلب الإقليم، لا على هامشه. رفض الانزلاق إلى الاصطفافات، ورفض المساومة على الثوابت، وتمسك بالدور التاريخي والديني تجاه القدس والمقدسات، رغم شُحّ الإمكانيات وكثرة الضغوط. كانت المواقف صلبة، لأن القيادة صلبة، ولأن القرار يصدر من عمّان لا من الخارج، ولأن الكرامة لا تُدار بمنطق الربح والخسارة، بل بمنطق الواجب والشرف والرسالة.



الملك لم يكن يوماً خارج الميدان. كان في تفاصيل المواطن، في احتياجاته، في أمنه، في همّه اليومي. وهذا الحضور لم يكن دعائياً ولا عابراً، بل هو نهجٌ راسخ، يشبه الأردنيين في عنفوانهم، ويعكس جوهر الدولة الأردنية كما أرادها الآباء المؤسسون: دولة متجذرة، عزيزة، لا تُدار بردة الفعل، ولا ترضخ تحت أي ظرف.



لقد مرّ الأردن بمحطات دقيقة، محاطًا بملفات سياسية وأمنية واقتصادية تهدد استقراره وهويته. لكن الدولة وقفت، لأن الملك لم يتردد، ولأن الشعب لم يتقاعس، ولأن التلاحم بين العرش والشعب ليس شعاراً، بل منظومة ولاء مبنية على الفهم العميق للمصلحة الوطنية العليا.



اليوم، ونحن نحتفل بعيد الجلوس الملكي، لا نمارس طقسًا بروتوكوليًا، بل نُجدد الإيمان بأن هذا العرش هو ضمانة استقرار الوطن، وبأن عبد الله الثاني هو امتداد حقيقي لمشروع الدولة التي لا تسقط، ولا تتنازل، ولا تتراجع. نحتفل لأن لدينا ملكاً لم يخن القضية، ولم يبدّل تبنيه للحق العربي، ولم يغلق أبواب الوطن في وجه أبنائه، بل فتح صدره دائمًا، وتحمل ما لم يتحمله غيره، ووقف في الوقت الذي كان كثيرون ينحنون.



نحتفل لأننا نعرف من نحن. نحن أبناء هذا العرش، لا نُبدل ملكنا، ولا نخون ميثاقنا، ولا ننسى فضل القيادة التي لم تنكفئ يومًا عن الدفاع عنا، وعن صورتنا، وعن حقوقنا، في كل محفل دولي وكل أزمة داخلية. نحتفل لأن العرش الهاشمي ليس سلطة، بل شرعية تاريخية وأخلاقية وإنسانية، تتجدد فينا كل يوم.



عيد الجلوس الملكي مناسبة أردنية بامتياز، نؤكد فيها مجددًا أن هذا الوطن ليس ساحة عبور، ولا حقل تجارب، بل دولة عمرها من عمر العدل، ومكانتها من مكانة التاريخ، وسرّ بقائها هو هذا التلاحم العظيم بين الملك وشعبه.



كل عام والأردن أقوى، كل عام وعرشنا لا يُزاح، وكل عام وعبد الله الثاني قائدًا كما عهدناه، يقودنا بثبات نحو المستقبل، ويصون فينا ما تبقى من رجولة الموقف، ونظافة اليد، وكرامة القرار.

 

 

 

 

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 6430
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-06-2025 10:53 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم