02-06-2025 09:09 AM
سرايا - قد لا يكون الاستيقاظ مع ألم في الفك أو ملاحظة تآكل في الأسنان مجرد مؤشر على نوم مضطرب، بل ربما يكون علامة على حالة تُعرف باسم "صرير الأسنان" أو "الجز على الأسنان" (Bruxism)، وهي سلوك غير إرادي يتمثل في انقباض أو طحن الأسنان، وغالبًا ما يحدث أثناء النوم.
وبحسب اختصاصيي طب الأسنان، فإن صرير الأسنان هو نشاط متكرر لعضلات الفك يمكن أن يؤدي إلى تآكل كبير في الأسنان، وألم في الفك، وحتى مضاعفات مزمنة إذا تُرك من دون علاج.
ورغم أن البعض قد يطحنون أسنانهم خلال النهار، فإن هذه الحالة أكثر شيوعًا أثناء النوم، وغالبًا ما لا يدرك المصابون أنهم يقومون بها، وفقًا لتقرير نشره موقع ”يو إس إيه توداي“.
فهم صرير الأسنان
توضح الدكتورة ميشيل شولتز، أخصائية ألم الوجه والفكين في كلية طب الأسنان بجامعة روتجرز، أن "صرير الأسنان هو نشاط متكرر لعضلات الفك يتمثل في انقباض أو طحن الأسنان، أو تثبيت أو دفع الفك السفلي“.
وغالبًا ما يكتشف أطباء الأسنان هذه الحالة خلال الفحوصات الروتينية من خلال ملاحظة علامات التآكل (الاهتراء) أو التآكل الناتج عن الاحتكاك. ومع تقدم الحالة، قد يشعر المرضى بحساسية متزايدة في الأسنان، أو تيبس وألم في الفك، وفي الحالات الشديدة، قد تحدث كسور في الأسنان أو مشكلات في المفصل الصدغي الفكي.
الأسباب الشائعة
يقول الخبراء إنه لا يوجد سبب واحد مباشر وراء صرير الأسنان، بل غالبًا ما ينجم عن مزيج من العوامل الجسدية والنفسية ونمط الحياة:
التوتر والقلق: يعتبر التوتر من أكثر الأسباب ارتباطًا بهذه الحالة. وتقول الدكتورة شانون كايزر، طبيبة أسنان عامة في مركز ميرسي الطبي، إن كثيرًا من المرضى الذين يشتكون من ألم في الفك أو تآكل في الأسنان، غالبًا ما يكونون تحت ضغط نفسي شديد، مثل فترات الامتحانات أو التغييرات المهنية.
العادات اليومية: يرتبط الإفراط في تناول الكافيين، وتناول الكحول بانتظام، أو التدخين بزيادة احتمال الإصابة بصرير الأسنان.
الأدوية: رُبطت بعض مضادات الاكتئاب، مثل مثبطات استرداد السيروتونين (SSRIs)، ومثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs)، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، بزيادة حالات طحن الأسنان ليلًا.
الحالات الصحية المزمنة: يرتبط صرير الأسنان ببعض الاضطرابات العصبية والغدد الصماء، مثل مرض باركنسون، والصرع، والتهاب الدماغ، وإصابات الدماغ الرضحية، وفرط نشاط الغدة الدرقية. كما قد يكون أيضًا علامة على وجود اضطراب في النوم مثل انقطاع التنفس أثناء النوم أو الأرق.
كيفية التعامل مع صرير الأسنان
رغم أن صرير الأسنان قد لا يكون قابلاً للشفاء التام، خاصة في الحالات المزمنة أو المرتبطة بمشكلات طبية أخرى، إلا أن أطباء الأسنان وأخصائيي الألم يتفقون على أن السيطرة على الأعراض ممكنة وفعالة. وتشمل أبرز أساليب العلاج:
الواقي الليلي للأسنان: يساعد الواقي الليلي المُصمَّم خصيصًا من قبل طبيب الأسنان على حماية الأسنان من التآكل وتخفيف الضغط على المفصل الفكي الصدغي.
تقنيات تخفيف التوتر: يمكن أن تساهم ممارسة التأمل والوعي الذهني، أو تلقي العلاج النفسي، في الحد من انقباض الفك. وتنصح شولتز بتمرين بسيط: "ضع لسانك على سقف الفم، واسترخِ، وخذ نفسًا عميقًا".
تجنب المنبهات: التقليل أو الامتناع عن الكافيين والكحول والتدخين قد يساعد في تقليل نشاط الفك، لا سيما أثناء النوم.
حقن البوتوكس: يُستخدم البوتوكس في عضلات الفك مثل الماضغة والخدّية لتقليل قدرة العضلات على الانقباض. ورغم أنه لا يعالج السبب الأساسي، إلا أنه يقلل من شدة الأعراض.
مرخيات العضلات: في بعض الحالات المؤلمة، قد يوصى باستخدام مرخٍ عضلي لفترة قصيرة لتخفيف التشنجات وكسر نمط السلوك.
علاج اضطرابات النوم: إذا كان صرير الأسنان ناتجًا عن اضطراب في النوم، فإن معالجة السبب الأساسي بمساعدة أخصائي في طب النوم قد تكون خطوة ضرورية.
التوقعات طويلة الأمد
وتقول الدكتورة سيما كوروب، أخصائية ألم الوجه والفكين في جامعة كونيتيكت، إن التركيز غالبًا يكون على "إدارة الحالة" على المدى الطويل. وتضيف: "إذا كنت تعاني من انقباض الفك لسنوات، خصوصًا إذا كان مرتبطًا بمشكلات صحية أخرى، فقد يكون من الصعب القضاء على السلوك كليًا، لكن الإدارة السليمة يمكن أن تخفف الأعراض وتمنع التدهور“.
وينصح الخبراء من يشعرون بالقلق من صرير الأسنان بزيارة طبيب الأسنان لإجراء تقييم شامل ومناقشة خيارات العلاج المناسبة لكل حالة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-06-2025 09:09 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |