01-06-2025 08:45 AM
بقلم : مكرم أحمد الطراونة
يرسم سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، خريطة طريق لما ينبغي أن يكون عليه الأردن خلال عقد من اليوم، وهو لا يلجأ إلى المبالغة والتهويل، بل يستنطق رأس المال الأهم الذي نملكه، وهو العنصر البشري.
في كلمته بافتتاح فعاليات "منتدى تواصل 2025"، يشير سموه إلى حالة الاستقطاب التي يعيشها العالم، وإلى القلق المشروع الذي يسيطر على الشعوب، ويجعلها تعيش في حالة من عدم اليقين، وإلى الانطباعات التي باتت في كثير من الأحيان أقوى من الحقائق، لذلك كله، وجب أن تكون لدينا في الأردن خطة لنكون مؤثرين في العالم، وأن نكون جزءا فاعلا لا يكتفي بالتأثر، بل وبالتأثير أيضا.
المجال التكنولوجي يصبح اليوم هو العصب الحقيقي لأي تنمية وتقدم، واعتماد الأردن على العقول التي يملكها لتحقيق التقدم في قطاعات ذات أولوية تخدم البلد ومستقبله، انطلاقا من الخبرات التي تشكلت لدى الأردنيين للاستثمار فيها، هو الرهان الحقيقي الذي بحوزتنا لخوض غمار التقدم التكنولوجي في السنوات العشر المقبلة.
وهو الرهان ذاته الذي خط خريطة الوطن منذ عقود ودفع بالأردن الفقير ليتربع على عرش التميز الصحي والتعليمي والسياحي والثقافي، لينشأ جيل من الرواد في كل القطاعات، وهو الجيل الذي رسم نهضة دول عديدة في مختلف المجالات، حبث صدرنا طاقات كبيرة لتقدم خدمات جليلة لدول عربية كانت حينها تبحث عن بداية طريقها.
تكرار التجربة المميزة السابقة لن يكون سهلا نتيجة لسباق المنافسة الواسع في العالم، بيد أن هذا لا يعني الخروج من هذا السباق، عبر ما شدد سموه على أهميته انطلاقا من الإدراك أن الأردن يمتلك اليوم مواهب فتية، وكل ما هو مطلوب هو وجوب مواصلة تمكينها في امتلاك أدوات العصر، خاصة بعد إسهامات التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في كل مجالات الحياة.
يقر سموه بأن ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى، هو التواصل الحقيقي، لذلك يأتي "منتدى تواصل" لتجسير الفجوة بين الشباب وصناع القرار، لممارسة الحوار المباشر، ولبناء تفاهمات قائمة على الاعتراف بأهمية إشراك الشباب في التخطيط والتنفيذ لفترة زمنية قادمة سوف يكونون هم فرسانها، لذلك ينبغي ألا نسمح بغيابهم عن ترسيم حدودها.
ويلفت سموه، كذلك، إلى أهمية تسريع مناقشة الأفكار، فمن غير المنطقي أن نستغرق طويلا فيها، إلا أنه يشدد، على أن تأخذ الأفكار مداها في التجريب والتطبيق والتطوير والتنفيذ، ومن دون ذلك سيكون الفشل مصيرا لأي أفكار لا يتم اختبارها مسبقا قبل التطبيق، وهو الأمر الذي عانى منه الأردن طيلة سنوات طويلة كان عنوانها للأسف حوارات يصدر عنها استراتيجيات توضع في الأدراج قبل أن تختفي، أو ينفذ بعضها بدون إدراك لإمكانية نجاحها لضعف الدراسة العلمية لها، وغياب التجريب والتقييم للتجربة.
ملامح واضحة لشكل الأردن اقتصاديا تعتمد على التطور التكنولوجي بجميع أشكاله، احتوتها كلمة سموه، تعود بالفائدة على المملكة بشكل عام، وتضمن لها المنعة المطلوبة والمسار الواضح للتقدم، عبر الوصول لتكنولوجيا المستقبل باعتبارها أولوية وطنية.
إلى جانب ذلك، فالمنفعة تعود أيضا على المواطن الذي سيمنحه هذا التطور ميزات كثيرة عبر تلقي خدمات متنوعة وبسهولة، ما يعزز الانتماء والثقة بمؤسسات الدولة المطلوب منها رسم مستقبل البلد.
سمو ولي العهد خاطب الحضور أمس شارحا للجميع رؤيته للأردن لسنوات قادمة، وحملهم بذات الوقت مسؤولية التنفيذ وعدم التأخر في الإعلان عن انطلاقة أولويات الاردن الجديد الوطنية. لقد رسم باختصار صورة أردن المستقبل الذي نريده كلنا.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-06-2025 08:45 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |