31-05-2025 03:45 PM
بقلم : المحامي محمد عيد الزعبي
أيُّها الشعوبُ، أفيقي!
فالدهرُ لم يَعُدْ وليفْ
عادَ الطغاةُ بثوبِ حقٍّ
في باطنِه خَوفٌ رهيفْ
عادوا بخيلِ المالِ يسري
لا بالسيوفِ ولا الرصيفْ
يَشترونَ منا حُرّيّاتٍ
ويبيعونا زيفَ الشّريفْ
ترامبُ ماذا قد كسبتَ؟
وما رفعتَ سلاحَ حربْ
لكنكَ قد ربحتَ أرضًا
واستعبدتَ بلا ضَربْ
من أينَ جئتَ بكلّ هذا؟
أم أنَّنا نَمشي كَغربْ؟
أم أنّنا بعنا الضميرَ
وما بقى إلا التُرابْ؟
يا أمةً كانت منارا
تُنهي الظلامَ وتستنيرْ
ما بالُكِ اليومَ استكنْتِ
وقبلتِ بالذلّ المُهينْ؟
بالأمسِ كُنا قادةَ الأرضِ
واليومَ صرنا في السجونْ
باعوا الجيوشَ على الصحائفْ
واشتروا صمتَ الخؤونْ
هل سَتَنامينَ بعدَ اليوم؟
أم سَتَقومينَ كالعاصفه؟
إنّ الزمانَ لا يرحمُ الضعيفَ
ولا يُكرمُ المتردّدَ الخائفه
أفيقي أفيقي أيتها الأمةُ
كفاكِ نوماً في القبورْ
أعيدي سيفَكِ للميادينِ
وارفعي رايةَ النّصورْ
نحنُ الشعوبُ إذا غضبنا
زلزلنا الأرضَ الزلازلْ
وإذا رضينا بالهوانِ
كُتبت نهايتُنا بالباطلْ
فانهضي يا أمتي المجروحةَ
من كلِّ سيفٍ مستعارْ
عودي كما كنتِ حرّةً
تنبتُ من جُرحِكِ نارْ
أين المجد؟
أينَ سُيوفُ العزِّ؟ قولي!
أينَ أيّامُ التتار؟
أينَ صلاح الدينِ؟ أينَ
صوتُ من فَكُّوا الحصارْ؟
أينَ من حرّروا القدسَ؟
أينَ طيفُ المعتصمْ؟
أينَ جُندُ اللهِ تمشي
كالرعودِ على الأممْ؟
أينَ خالدْ؟ أينَ طارقْ؟
أينَ سيفُ بن الوليدْ؟
أينَ بدرٌ، أينَ أُحدٌ،
أينَ نورُ القادسيَّةْ من جديدْ؟
ضاعَ المجدُ حينَ صمتْنا
واشترينا العيشَ خوفْ
حينَ باعَ القومُ دِينًا
واشتروا صمتَ الحروفْ
القدس تبكي
هذا ضياعُ القدسِ يبكينا جهارْ
تبكي القبابُ، ويَشتكي فيها المِئذَنْ
تبكي المآذنُ خَوفَ صبحٍ لا يجيءْ
ويُصلِّي فيها الظلمُ، والحرُّ يُسْتَثْنَى ويُمنَعْ
أينَ من أقسموا أن لا يناموا
والعدوُّ بأرضِها يَحيا ويَسْكُنْ؟
أينَ صوتُ الطفلِ فيها؟
أينَ أمٌّ ماتَ فيها دونَ مأوًى أو مِسكنْ؟
قُدسُنا تنعى العروبةَ، لا تجيبْ
فوقَ أرضِ الحزنِ صارَ الصمتُ طيبْ
باعوها بلا خجلْ
واشتروا مجدًا من الوهمِ الخريبْ
لكننا... نحن الشعوبُ إذا انتفضنا
ترتعدُ الأرضُ ارتعادًا لا يلينْ
وسَيعلو في الدُّجى صوتُ الأذانِ
وتعودُ القدسُ حُرّة، واليقينْ
مآسي العصر
أيُّها التاريخُ، مَهْلًا...
هاك أُمَّتنا تُباعْ
في أسواقِ الذلِّ تُعرضْ
كالعَبيدِ بلا صِراعْ
في العواصمِ ما تبقّى
غيرُ سلطانٍ جبانْ
يمنحُ الأعداءَ أرضًا
ويُجددُ للخرابِ العهدَ آنْ
ذاكَ يُطبّعُ باسمِ سلمٍ كاذبٍ
وذاكَ يَخشى من خطابٍ ثائرٍ
ذاكَ في القُصورِ يحكمْ شعبَهُ
من بُروجِ الوهمِ، من خلفِ الستائرْ
أينَ أهلُ الخُبزِ والملحِ؟
أينَ صوتُ اللاجئِ الحاني؟
ذاكَ في الخيمةِ يَبكي وطنَهُ
ويداري جُرحَهُ العاري
ماتَ في البحرِ الغريقُ
واستراحَ المُغتصِبْ
صرخاتُ الطفلِ في الشاشاتِ نارٌ
لكنّ عُربانًا صَمَتْ... والدهرُ خَطْبْ
من تحتِ رُكامِ الهزيمةِ... تنهضُ الأرواحُ نارْ
تتكسّرُ الأغلالُ من أيدي الصغارْ
يخرجُ الفجرُ من الدمْ
ويُنادي: لا دمارْ!
النساءُ صرنَ جنودًا
والشيوخُ على الجدارْ
والفتى رغمَ الجراحِ
عادَ يمشي كالحصارْ
لا تخافوا، نحنُ نبضٌ لا يموتْ
قد ظنوا الصمتَ قبرًا، فإذا الشعبُ صوتْ
نحنُ أبناءُ الرمالِ...
من جذورِ المجدِ نَنبُتْ، لا نَفوتْ
عادَت الآذانُ تُرفَعُ من جديدْ
والبنادقُ لم تعُدْ تبكي الحديدْ
كلُّ مِئذنةٍ تنادي باليقينْ
كلُّ أمٍّ تَلدُ الثوارَ، لا تُخشى السنينْ
ها هنا بدأت ملاحمُ من لظى
تكتُبُ التاريخَ بالنورِ الخفيّ
يا ظلامَ الأمسِ... كُفَّ فإنّنا
جُندُ شمسٍ، لا نموتُ ولا نثني الجب
يا أمّتي، قد آنَ أن تستيقظي
آنَ أن تنهضي من الوَهْمِ المُقيمْ
آنَ أن ترفضي قُيودَ القهرِ
أن تُعلني: "أنا لا أُهينْ!"
طفلٌ صغيرٌ في الحُطامِ تألّقَا
بكفّهِ حجرٌ، وعيناهُ الحنينْ
ركضَ نحوَ الدبّابةِ وحدهُ
يبتسمُ... كأنَّهُ جيشٌ دفينْ
شهيدُنا الأوّلُ صاحَ من العُلى:
"دمِي ليسَ هدرًا، بل نداءْ!"
فاستفاقت أمةٌ كانت تُباعْ
وأجابت: "لن نُضيّعَها هباءْ!"
يا أمّتي... قومي فقد طالَ السُّباتْ
واحرُقي دَربَ الهزيمةِ والشتاتْ
عُودي سيوفًا... وارفعي وجهَ الضياءْ
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-05-2025 03:45 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |