حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,31 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 10842

( هكذا هم رجال ابا الحسين )

( هكذا هم رجال ابا الحسين )

( هكذا هم رجال ابا الحسين )

29-05-2025 03:31 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - كما أن لكل إنسان بصمة لا تشبه غيرها، فإن هناك من تركوا بصمات لا تمحى، نقشت أسماؤهم بحروف من ذهب في سجل العطاء الوطني. رجال حملوا في قلوبهم حب الوطن، وفي أيديهم مفاتيح الإنجاز، فسقوا الأرض فاخضرت، وأزهرت، وعبق ريحها في الأرجاء.

من بين هؤلاء الرجال الذين يعجز الوصف عن الإحاطة بهم، وتتقاصر العبارات عن بلوغ قامتهم، يبرز اسم لامع في سماء الأمن العام الأردني: المقدم المتقاعد منذر عربيات، أحد الأسماء التي ارتبطت بالريادة والإبداع في العمل الأمني والثقافي على حد سواء.

الحديث عن عربيات ليس مجرد استذكار لسيرة رجل خدم وطنه بإخلاص، بل هو وقوف أمام قصة إنجاز، وسجل ناصع من البذل والعطاء. ففي كل موقع شغله، ترك بصمة فارقة، وسجل إنجازًا يشهد له الجميع. لم يكن ضابطًا اعتياديًا، بل كان صاحب فكر ورؤية، ومؤسسًا لأول مسرح شرطي في مديرية الأمن العام مشروع ريادي على مستوى الوطن العربي وأوروبا سخّره كوسيلة توعوية لمكافحة آفات المخدرات، والعنف، وحوادث السير.

وقد حصد عربيات خلال مسيرته أكثر من 1500 كأس ودرع وشهادة تقدير، إلى جانب خمس جوائز عربية من مجلس وزراء الداخلية العرب، ما يؤكد أن الوطن كان أمام شخصية أمنية استثنائية قدمت خلاصة فكرها وإبداعها لخدمة الناس والمجتمع.

من خلال المسرحيات التوعوية التي شارك فيها إلى جانب نخبة من نجوم المسرح الأردني والعربي، أعاد عربيات للأمن بعدًا إنسانيًا وثقافيًا عميقًا، مؤكّدًا أن الوعي جزء لا يتجزأ من حماية المجتمع.

ولم يكن منذر عربيات مجرد ضابط أمن، بل كان شمعة تنير دروب الآخرين، ونخلة باسقة أثمرت خيرًا وفكرًا لا يزال متجذرًا في ذاكرة الوطن، ليبقى اسمه رمزًا للوفاء والريادة في سجل الأمن العام.

ومع كل ما قدمه، فإن صوت الحق والإنصاف يعلو: إن هذا الرجل يستحق أرفع الأوسمة وأعلى مراتب التكريم. فهو قدوة في الانتماء والإبداع، ورمز من رموز الأمن العام الذين رفعوا راية الوطن عاليًا وتركوا أثرًا خالدًا لا يُنسى،امتلك عربيات محبة الناس وإعجابهم، لما حققه من إنجازات عظيمة، بلغت عنان السماء، وصنعت من قسوة الظروف قصص نجاح تجاوزت حدود الأردن، لتُسطَّر عالميًا.

نال تكريمات وأوسمة وشهادات لم ينل مثلها أحد قبله، ولا بعده. وقد زار سعادة السفير البريطاني في عمّان مديرية الأمن العام، وافتتح المسرح الشرطي، وقام بنقل هذه التجربة الفريدة إلى بريطانيا وكندا وأستراليا وإيطاليا ومعظم دول القارة الأوروبية. كما نُقلت هذه التجربة إلى مختلف الدول العربية من خلال الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس.

لقد كان عربيات صاحب السبق في تسخير الفن من خلال الثقافة والمسرح والإعلام، في سابقة متميزة قل نظيرها.

ولم يتوقف منذر بيك عند هذا الحد، بل قام بإعداد دراسة شاملة حملت عنوان: الهيئة الوطنية للرياضة والثقافة والفنون ، تضمّنت الكثير من التطلعات والأفكار التي تساهم في بناء شخصية الأجيال، باعتبارها ركيزة أساسية في تنشئة جيلٍ واعٍ ومؤثر، ومطلبًا ضروريًا لمستقبل مشرق.

ومع كل ما قدمه هذا الفارس النبيل، نقولها بمرارة: لم يُنصف بما يليق به وبعظيم عطائه .

تحية لك يا عربيات، وتحية لكل الشرفاء في هذا الوطن. ونؤكد أن لا شيء مستحيل أمام إرادة قوية وعزيمة لا تلين.

هكذا هم رجال أبا الحسين، تُرفع لهم القبعات.

عربيات ليس مجرد اسم، بل بصمة إبداعية أردنية خالصة، صنعت المجد على الصعيد المحلي والعالمي، وجعلت من الأردن عنوانًا أول في الثقافة والفنون.








طباعة
  • المشاهدات: 10842
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-05-2025 03:31 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم