حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,30 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9787

ماهر أبو طير يكتب: هل سيطبع السوريون مع "إسرائيل"؟

ماهر أبو طير يكتب: هل سيطبع السوريون مع "إسرائيل"؟

ماهر أبو طير يكتب: هل سيطبع السوريون مع "إسرائيل"؟

29-05-2025 09:01 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ماهر أبو طير
كشفت خمسة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" إن إسرائيل وسورية على اتصال مباشر وأجرتا في الأسابيع القليلة الماضية لقاءات وجهاً لوجه.

هدف الاتصالات المباشر احتواء التوتر في جنوب سورية، وأشارت المعلومات إلى أن الاتصالات جرت بقيادة المسؤول الأمني الكبير أحمد الدالاتي، الذي تم تعيينه بعد الإطاحة بالأسد محافظاً للقنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وهو ذاته الذي تم تعيينه قائداً للأمن الداخلي في محافظة السويداء بالجنوب، حيث تتركز الأقلية الدرزية في سورية التي تنزع للانفصال.


هذه المعلومات لم تكن مفاجأة لمن يتابعون بشكل دقيق، وقد سبقتها مؤشرات أكثر حساسية، أبرزها استقبال الرئيس الاميركي للرئيس السوري الحالي، واستقبال زعماء غربيين لذات الرئيس، وهي استقبالات لم تكن لتحدث لولا وجود توافقات سرية حول تفاصيل المرحلة المقبلة، وبالذات على صعيد وجود المقاومة السنية والشيعية واليسارية ومقراتها في سورية، وما يرتبط أيضا بالعلاقات مع الاسرائيليين، ومحاربة الارهاب، وتحديدا المخاوف من "داعش" وصولا ربما الى مستقبل الجماعات العسكرية التي حاربت مع النظام، ومصير عناصرها.
هذا يقول ان رفع العقوبات الاميركية عن سورية، جاء في سياقات اعادة التأهيل على مستوى توجهات الدولة السورية الحالية، وما يرتبط أيضا بملفات ثانية تتعلق بالوقوف في وجه النفوذ الايراني في سورية، ودخول الاميركيين الى سورية للاستثمار في النفط والغاز، وما يتعلق بالخصخصة في سورية قريبا.
الرئيس السوري ذاته تحدث خلال مؤتمره مع الرئيس الفرنسي المصفوع مؤخرا، حول اتصالات غير مباشرة مع اسرائيل، واليوم تتسرب المعلومات حول اتصالات مباشرة، لكن التسريبات تتحدث عن الامن فقط، وتحاول ان تقول ان الاتصالات امنية وليست مقدمة للتطبيع، وهذا امر مشكوك فيه من حيث النهايات، لأن الامن سيقود الى التطبيع نهاية المطاف، خصوصا، ان العواصم الحاضنة للتغيير في سورية، بعد اعتراف واشنطن العلني بالدولة السورية لن تقبل حصر الاتصالات بالجانب الامني واللوجستي بين الطرفين، بل ستميل لتعزيز الاحماء بين الجانبين.
هنا تتنزل التساؤلات حول طبيعة النموذج الاسلامي المتشدد الذي مثلته تجربة التغيير في سورية، وقدرته على استيعاب هذا الواقع الجديد، لأن المؤكد هنا اننا سنشهد ايضا انقسامات في الجماعات المسلحة في سورية على خلفية الاقتراب من اسرائيل، كما ان مبررات "الامر الواقع" قد لا تساعد دمشق الجديدة كثيرا في تبرير الحاجة للاتصالات مع الاسرائيليين، خصوصا، ان خلفية التغيير في سورية المرتبطة بالنصرة والقاعدة والشعارات الدينية لا توفر مظلة للاقتراب من اسرائيل بما يعني اننا قد نشهد في سورية ازاحة منظمة للقوى المناوئة لهذا التغيير على مسربين، الاول الجماعات العسكرية الاجنبية في سورية، والثاني المكونات السورية التي ترفض عقائديا وقوميا الاقتراب من اسرائيل بهذه الطريقة.
من المثير حقا ان اسرائيل باتت لاعبا رئيسيا في سورية اليوم، اذ بعد التغيير في دمشق ومن اداره ودعمه، نجد ان دمشق الرسمية تتواصل مع اسرائيل، فيما يستغيث بعض الدورز باسرائيل لحمايتهم، وتبرق دمشق ببرقيات دولية حول زيارات اليهود الاميركيين من اصول سورية الى بلادهم بكل ترحاب، ومع ما سبق دخول اسرائيل الى مساحات واسعة داخل سورية دون اعتراض فعلي وعملي.
هذه المطالعة لا تتقصد الاساءة للنظام الجديد، لكنها تأتي في سياقات قراءة طبيعة هوية الدولة السورية المستقبلية، واذا ماكانت نواتها الاسلامية ستبقى كما هي، ام ستتخلى عنها تحت وطأة الظروف القاهرة، او الاشتراطات غير المعلنة؟.
يبقى من حقنا ان نسأل بكل احترام عن موقف الاسلاميين في العالم العربي مما يحدث في كل هذا المشهد، حتى لايبقى هؤلاء وغيرهم مخدرين بلذة الخلاص من نظام الاسد وبشاعاته، فيغفرون هذه التحولات ويبررونها تحت شعار يقول ان المهم اننا تخلصنا من الاسد ونظامه وانصاره، وليس مهماً ماذا يحدث بعده.
والسؤال يبحث عن اجابة ولا يتورط في الغمز من قناة أحد.











طباعة
  • المشاهدات: 9787
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-05-2025 09:01 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم