بقلم : نضال أنور المجالي
في تصريح مباشر وقوي اللهجة، وضع سمو ولي العهد النقاط على الحروف فيما يتعلق بمستوى الأندية المحلية في الأردن، مؤكدًا أن سوء الإدارات يقف حائلًا دون وصول هذه الأندية إلى المستوى المنشود. هذا التشخيص الصريح يعكس قلقًا حقيقيًا على مستقبل الرياضة الأردنية، ويفتح الباب أمام ضرورة إجراء إصلاحات جذرية في طريقة إدارة هذه المؤسسات الرياضية الهامة.
إن تأكيد سموه على أن الأندية المحلية "ليست بالمستوى المطلوب" يلامس واقعًا يعيشه جمهور الرياضة الأردنية، الذي يتطلع دائمًا إلى رؤية فرق قادرة على المنافسة على المستويات الإقليمية والقارية. هذا الطموح غالبًا ما يصطدم بعقبات إدارية تعيق التخطيط السليم، وتؤثر سلبًا على الاستقرار المالي والفني للأندية.
الأكثر دلالة في حديث سموه هو التعبير عن انزعاجه الشديد ("ويزعلني") من اعتماد الأندية المحترفة على التبرعات لتسيير أمورها. هذا الاعتماد يكشف عن هشاشة في الهياكل المالية والإدارية، ويجعل الأندية عرضة للتقلبات وعدم الاستدامة. إن ناديًا محترفًا يجب أن يمتلك رؤية استثمارية واضحة، وقدرة على توليد الإيرادات من مصادر متنوعة تضمن له الاستقرار والنمو.
تصريح سمو ولي العهد يمثل دعوة صريحة إلى ضرورة تبني احترافية حقيقية في إدارة الأندية، تبدأ بتعيين كوادر إدارية كفؤة قادرة على وضع استراتيجيات طويلة الأمد، وجذب الاستثمارات، وتطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة. كما يستدعي هذا التصريح تضافر جهود مختلف الجهات المعنية بالقطاع الرياضي، من الاتحادات والأندية إلى القطاع الخاص والمستثمرين، لوضع خطط عمل واضحة تهدف إلى تطوير الأندية وتمكينها من الاعتماد على الذات.
إن النهوض بمستوى الأندية المحلية ليس مجرد هدف رياضي، بل هو استثمار في شباب الوطن، وتوفير بيئة جاذبة للمواهب، ورفع مستوى التنافسية الذي ينعكس إيجابًا على المنتخبات الوطنية. تصريح سمو ولي العهد يمثل بارقة أمل نحو مستقبل أفضل للرياضة الأردنية، ويضع مسؤولية كبيرة على عاتق الجميع للتحرك بجدية نحو تحقيق هذا الهدف.
حفظ الله الاردن والهاشمين
نضال انور المجالي