حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,29 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9771

حسني عايش يكتب: هل هذا مجرد كلام؟!

حسني عايش يكتب: هل هذا مجرد كلام؟!

حسني عايش يكتب: هل هذا مجرد كلام؟!

27-05-2025 09:15 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : حسني عايش
الكرامة مصدر جميع حقوق الإنسان. إنها جزء لا يتجزأ من كينونة الإنسان إنساناً. لا تستطيع الحكومة – أي حكومة – منح الكرامة للناس لأنها معطاة أصلا، أي موجودة قبل وجودها أو ظهورها. ولكن لا تستطيع أي حكومة أخذها أو نزعها وإن هي ظنت أو حاولت ذلك. وحتى الأسياد لا يستطيعون نزع الكرامة عن عبيدهم. وسياقا عليه: يجب أن يدرك السادة أنهم لا يستطيعون نزع كرامة خدمهم أو خادماتهم، لأنهم إن حاولوا نزعوا كرامتهم عن أنفسهم، فالكرامة (الإنسانية) هي الجامع المشترك الوحيد غير المنازع بين البشر. ونزع أي كرامة يعني الموافقة على نزع النازع كرامته.


عندما تعترف بالآخر تحترمه، أي تدرك أن كرامته وكرامتك متماثلتان ومتساويتان. وعندما تحترم كرامته تهتم بأحواله المادية والمعنوية، وبالمجتمع ككل. أما عندما تكرهه أو تحقد عليه لسبب أو لآخر فإنك تسيء إليه بالحط من كرامته وإن لم تستطع نزعها، والحط من الكرامة أو الاحتقار هو الأشد أذى للنفس. ولما كان الأمر كذلك فإن العنصرية اعتداء على الكرامة البشرية.

أما التعصب فهو في البداية والنهاية مرض عقلي أو نفسي مزدوج الفتك: بالمتعصب ضده وبالمتعصب نفسه. وبكلمات أخرى فإن تفشي العنصرية أو الطائفية أو المذهبية.. في المجتمع، أي مجتمع، يعني تفشي التعصب فيه. وتفشي التعصب فيه يعني تفشي التمييز فيه (الامتيازات). وبالتالي تفشي الحقد والكراهية والتفكك فيه. إنه منع للوئام والسلام. وقد يؤدي ذلك - أي في نهاية المطاف - إلى وقوع حرب أهلية فيه يخسرها الجميع.
ولما كان الأمر لذلك فإنه يمكن اعتبار كل متعصب متخلفا ثقافيا أيضا، وإلا لو كان واعياً أو مثقفا مدركا لكوّن فلسفته على أساس الكرامة. ولنشّأ أطفاله على احترام الكرامة والمساواة والوئام والسلام، الضرورية للبقاء السعيد المشترك بين الناس.
والتعصب نوعان: خارجي أي ضد الآخر، وداخلي أو ذاتي أي تعصب للذات. ولعله في نهاية التحليل نوع واحد له وجهان. وغالبا ما تمارس الأكثرية تعصبا ضد الأقلية.
في مقابل تعصب الأكثرية ضد الأقلية ينشأ تعصب عند الأقلية نفسها لمواجهة تعصب الأكثرية، فترى نفسها أرقى من الأكثرية، وتنتظم، وتتكتل، وتتعاون، وتتفوق على الأكثرية في التعليم، أو في التجارة، أو في الثروة أو في الإبداع والابتكار، لتبقى.
وبدلا من أن تتعلم الأكثرية من ذلك، تزداد حقدا عليها وغيرة منها عليها، فيشتد تعصبها ضدها، وهكذا تنشأ حلقة جهنمية من التعصب قد تنفجر على شكل عنف دموي أو على شكل حرب أهلية.
الحل هو العدل والإنصاف والمساواة بالقانون وإلغاء أشكال التمييز كافة بين الناس، وبالممارسة وإصلاح التعليم وجعله ديمقراطياً وإنسانياً، وتعليم التاريخ بلغة سياسية صحيحة، وتبني الإعلام والوعظ لمبادئ حقوق الإنسان، إلى جانب الانفتاح أو الاندماج الاجتماعي، إلى أن يقتنع الجميع بها ويقبلونها. وإلى أن تصل إلى ذلك اليوم ستظل المجتمعات تعاني الأمرين: داخلياً، وخارجياً.
*****
لعلّ الفرق بين المفكرين في بلاد العرب والمسلمين والمفكرين الآخرين في العالم، أن مفكرينا العرب والإسلاميين والإسلامويين فكروا محلياً، ثم تصرفوا عالمياً: (Think Locally and Act Globally) معتقدين أن ما يصلح للجزء أو لهم يصلح للكل أو للعالم. وبالعكس من أولئك المفكرين الذين يفكرون عالمياً ثم يتصرفون محلياً: (Think Globally and Act Locally) على أساس أن ما يصلح للكل يصلح للجزء منه. وهكذا قبل العالم فكرهم في التعليم والثقافة والسياسة والإقتصاد.. ورفض فكرنا.

الغد











طباعة
  • المشاهدات: 9771
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-05-2025 09:15 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم