26-05-2025 11:42 AM
بقلم : رولا المغربي
هناك مقالات يكتبها وجدانك لا قلمكفلا تدري كيف انساب القلم فأسبَغ وكيف تجرّد العقل فأفصَح:
عندما يراهِق الكِبار:
برغم من بلوغي عقدي الخامس لكني لا زلت أراهق مراهقة العشرين ، لازلت أبحث عن الإعجاب والحب .
اكتَشَفتُ طفولتي في عقدي الخامس حين خرجت في نزهةٍ مع صويحبات العمر ، كنت أبحث عن ( المرجيحه) أعلي بها لأعلى الدرجات لكني حريصه ان أنظر حولي لا أريد أن يراني احد فيظن أني قد جننت إضافةً لأنني أخجل .
ركضت للسحسيله كما تركض الطفله لحضنٍ حاني . لم تسعني فرحتي فالسحسيله عندي لها حكايات تربطني بطفولتي التي اشتاقها حبّاً لوجود والداي .لكنّي حريصه أن استمتِعَ بها دون ان يراني أحد ، إضافه لأنّني أخجل.
حتى حين أركب السياره وأُديرُ المذياع لسماع الأخبار (هَوَسي المفرط) وأجد بالصدفه أغنية طرب لمطربه كان والدي يحبها ويستعدب سماع اغانيها أُبقيها فلها حنين خاص ،(لم أعد أدير المذياع عنها كما كنت من قبل )لكن أهم مافي الموضوع أني أخجل ان يراني احدهم وأنا اسمعها ليس لشئ سوى لأنني أخجل .
حتى في الموضه أراهِق وأعشق الشياكه لكني أحبها شياكه محتشمه ، لا أدري ما الذي يربط العريّ بالشياكه (بعيداً عن المراهقه وبعيداً عن الدين ) لا أجد أي شياكه في الابتذال ليس لشئ سوى لأنّي أرغب أن أبدو أنيقه باحتشام ،إضافه لأنني أخجل .
أجدني جريئه في كل ما يثير حفيظتي في الدين في السياسه في الأدب في الوطن لكني لا أجرؤ على إطالة النظر في عيون من يحاججني ليس لشئ سوى لأنني أدركت انّ ما أرغب في ايصاله قد تم ، إضافه لأنّني أخجل .
مواقف كثيره وأحداث قد تخرجني عن إطار الأدب في الرد لكنني احتفظ بالرد لنفسي حتى لا أسئ أو أجرح ليس لشئ سوى لأنني تأكّدت من قوتي وأدركت ضعف نِدّي دون البوح ، إضافه لأنني أخجل .
كبرت وأنا اعتقد أن الحب يقتصر على العلاقه بين الرجل والمرأه لكني احتاج حباً من نوع خاص فحب الأبناء هو الحب الذي يأتيك بعد البناء وحب الابوين هو الحب الذي يأتيك بفطرته وحب الأخوه هو الحب المُلازِم وحب الأصدقاء هو الحب الذي يأتيك دون أن تطلبه وحب كارهوك هو الحب الذي يأتيك بعد عناء وحب الزوج هو الحب التام الذي يشعرك بأنك محبوبه دون ان يُسمِعُكَ كلمة (احبك) . وأعظم حب ذلك الحب الذي لاتدري من أين يأتيك في مشاعرك ،تصرفاتك ،مواقفك ، أحداثك ، مسراتك ، مصائبك ،إصطفاءك، اطمئنانك …حب من نوع خاص لا تدركه الكلمات ولا يدرك الكلمات ،،،،،،،،إنه حبّ الله ،لم أكن أشعر به وأنا في العشرين وحتى في الثلاثين كانت جملة( حبّ الله) تجري على لساني دون أن يدركها قلبي ، كبرت لأستشعر معنى تلك العبارة المطلقه تشعر بها حين تشعر بإيمان أنه معك يلازمك يختار معك ويمنع عنك ، يرغّبك لشئٍ كرهته ، وينحّيك عمّا كنت تحسب فيه الخير كلّه .تجد نفسك في متاعب الدنيا لتدرك لاحقاً انها ما كانت سوى محطات رحمه تخبرك أنّك بلغت الحكمه لإدراكها.
كن طفلاً مُطلَقاً في كل شئ لكن عليك أن تبقى بالغاً في شيئين : دينك ثم وطنك.
نستمتع بمحطات العمر،لكننا نعلم أننا كلّما غادَرنا محطه اقترب اللقاء واقتربت النهايه.
نعلم أننا مهما كبرنا سنبقى أطفالاً نراهقُ لنبلغ .
كن طفلاً ومارس طفولتك كيفما راقت لك لكن عليك ان تمارسها وأنت تخجل .
وبين الأمس واليوم محطةٌ مضَت لا نعلم هل سنبلغ المحطه التاليه أم سيختارنا الله قبل بلوغها،فاللهم قبولاً وانت راضٍ عنا. واللهم محطةً تستقر بها طفولتنا وكهولتنا وانت راضٍ عنّا
فضفضات الخمسين.
طفلة الخمسين / رولا . المغربي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-05-2025 11:42 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |